الضخمة في أراضي الطائف ، وأكثرها ملك للقرشيين وانتقل الى هذه الاقطاعات كثير من قريش يسهرون على غلاتها وقد ظل كثير من بطونهم يعيش الى اليوم في بعض ضواحي الطائف.
وماجت مكة على أثر هذه الحركة بسكانها من القبائل النازحة اليها والموالي المجلوبين من الفرس والروم وبدأت تستقبل فى عهد عثمان كثيرا من الذين نزحوا عنها في عهد الشيخين للالتحاق بالجيوش الفاتحة .. عاد إليها البعض بما كسبه من غنائم كما عاد البعض الآخر بما في صدورهم من العلوم فحفلت مكة بحلقات المعلمين كما حفلت أسواقها بمتاجر أهل الثراء ولم تشترك مكة في فتنة عثمان التي اشتركت فيها أهم أمصار الإسلام وإذا كان بعض المهاجرين من أهلها في المدينة اتصلوا بالفتنة من بعض أطرافها فذلك بحكم بقائهم فيها واشتغالهم بالسياسة العليا في حكومتها.
ولعلنا لسنا في حاجة الى استقصاء الأسباب التي عصمت مكة من مزالق الفتنة لأننا ألمعنا فيما سلف من بحثنا في عهد عثمان ان مكة بحكم جوارها بالمدينة واتصال عائلاتها بكبار المهاجرين هناك كانت تتمتع في حكومة عثمان بمعاملات خاصة لا أثر فيها للتذمر الذي يدعو الى القلاقل والفتن. وعندما نادت عائشة بقيامها لم يتبعها من مكة إلا الأقلون وأكثرهم من أشياع بني أمية واتباعهم وبعض المشتغلين بالسياسة العليا وهؤلاء لا يكونون الرأي العام في البلاد.
وكما تعاونت مكة مع ولاة عثمان مدة خلافته وساعدت في تنشيط الحركة العمرانية لعهده رضيت بولاة علي وأخلصت الود لهم ولما أراد قثم بن العباس ان يحارب الترف الذي بدرت بوادره كنتيجة لتضخم الثروات التي أشرنا اليها كادت أن تسلس له القياد وتصيخ الى دعوته ، واني أكاد أجزم انه لو طال عهد قثم
पृष्ठ 99