ولما قضت حجها وافاها خبر عثمان وبيعة علي فقالت : قتل مظلوما والله لأطلبن بدمه فقال لها ابن أم كلاب ولم؟ فو الله انك أول من أمال حرفه فقالت انهم استتابوه ثم قتلوه ، واجتمع الناس اليها فخطبتهم في حجر اسماعيل خطبة جامعة قالت : أيها الناس ان الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة بادءوا بالعدوان ونبا فعلهم عن قولهم : والله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه.
ومضت عائشة في دعوتها وانضم إليها طلحة والزبير عند عودتهما من المدينة كما انضم اليها الأمويون من اهل مكة والنازحون اليها مستجيبين للثورة (1) وانضم اليها أمير مكة لعثمان والتحق بهم واليه على اليمن يعلى بن أمية وجاد المنضمون بأموالهم دون حساب وغالى الأمويون منهم في الجود وتقدم يعلى بن أمية بالكثير من أمواله التي قدم بها من اليمن وفعل مثله عبد الله ابن عامر ثم توالت المؤتمرات كثرت الاجتماعات لتقرير الاتجاه الذي تتجه نحوه «هذه الحركة فكان من رأي عائشة أن يباغت القتلة في المدينة ومن رأى طلحة والزبير أن يشخص الجيش الى البصرة تدعيما له بمن فيها من صنائعهم وقد نزلت عائشة في نهاية الأمر على رأي من يقول بهذا ونادى مناديها بالخروج ، وخرجوا في ثلاثة آلاف رجل بينهم عائشة محمولة في هودجها على جمل شديد قوي (2).
وعلم علي بالأمر فجمع الناس وخطب فيهم : «ألا أن طلحة والزبير وأم المؤمنين قد تمالئوا على سخط أمارتي وسأكف أن كفوا وأقتصر على ما بلغني
पृष्ठ 86