الخروج الى قومه واللحاق بهم وكره الاقامة في أرض قضاعة فخرج مع الحاج حتى جاء مكة وأمر مكة يومئذ الى حليل بن حبشية الخزاعي ، وفي يده مفتاح الكعبة فخطب اليه ابنته فلما عرف نسبه رغب فيه وزوجه فأقام معها حتى ولدت له وكان حليل إذا اعتل أعطى المفتاح ابنته لتفتح البيت فإذا اعتلت أعطت المفتاح زوجها قصيا أو بعض أولادها منه ولما حضرت حليلا الوفاة دعا قصيا فجعل له ولاية البيت وأسلم له المفتاح فلما هلك حليل أبت خزاعة أن تدعه وذاك وأخذوا منه المفتاح فمشى قصي الى قومه من بني كنانة فأجابوه إلى نصرته وأرسل الى أخ له من أمه في قضاعة فمشى اليه في جمع من قضاعة يبغون نصرته فلما اجتمع الناس بمكة خرجوا إلى الحج فلما كان آخر أيام منى أرسلت قضاعة الى خزاعة يسألونهم ان يسلموا الى قصي ما جعل له حليل وعظموا عليهم القتال فأبت خزاعة فاقتتلوا بمفضى مأزمي منى فسمي ذلك المكان المفجر لما فجر فيه وسفك من الدماء (1) ثم تداعوا إلى الصلح بعد قتال شديد واحتكموا الى يعمر بن عوف وهو رجل من كنانة فحكم لقصي بحجابة الكعبة وولاية مكة دون خزاعة تنفيذا لوصية حليل وألا تخرج خزاعة عن مساكنها من مكة فسلمت خزاعة لقصي بذلك (2) فولي الأمر وجمع قومه فأنزلهم مكة يستعز بهم وكان ذلك في منتصف القرن الخامس الميلادي تقريبا وظلت خزاعة في رباعها لم يحركوا شيئا وبذلك كان قصي أول رجل من كنانة أصاب ملكا وقد نظم ادارته كما سيأتينا.
पृष्ठ 32