6
أبو الفداء
هو الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل أبو الفداء بن الملك الأفضل نور الدين علي بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب.
كان شهما فاضلا عالما عظيما، وكان الملك الناصر ملك البلاد المصرية والسورية يكتب إليه، ويبتدئ كتابه بقوله: يقبل الأرض. وما أشبه ذلك من عبارات التكريم. كان المؤيد ذا مكارم وفضيلة تامة، عالما بالفقه والطب والحكمة والتاريخ والهيئة والجغرافيا وعلوم كثيرة غيرها. وكان محبا لأهل العلم مقربا لهم، وممن كان في خدمته أثير الدين الأبهري صاحب كتاب إيساغوجي وقد رتب له ما يكفيه، وممن كان في خدمته أيضا الشاعر الشهير جمال الدين بن نباتة، وصفي الدين الحلي، وقد رتب لكل منهما في السنة ستمائة درهم غير التحف. وله مؤلفات مفيدة جدا، منها التاريخ المشهور وهو مطبوع متداول معتمد، ومنها كتاب تقويم البلدان في مجلد وهو مطبوع طبع أوروبا، وهو معتمد أيضا وقليل الوجود، ومنها كتاب نظم الحاوي في فقه الشافعي، وكتاب الكناش مجلدات كثيرة جمع فيه النحو والصرف والمنطق وعلم الهيئة وغيرها من العلوم وهو غير مطبوع وقليل الوجود، وكتاب الموازين في علوم كثيرة وهو مفقود . وبالجملة فإن محاسنه كثيرة. وكان له نظم جليل، فمنه:
اقرأ على طيب الحيا
ة سلام صب مات حزنا
أعلم بذاك أحبة
بخل الزمان بهم وضنا
لو كان يشرى قربهم
بالروح والأموال جدنا
अज्ञात पृष्ठ