============================================================
دراسة المؤلف يوما فضائل العباس فثار عليه الروافض من آتباع الفاطميين، فأرادوا قتله فتشفع بالشريف الزينبي فأجاره ثم خرج من دمشق فأقام بمدينة صور(1)، ثم عاد إلى بغداد.
في مرضه وقف كتبه وفرق ماله: ولما مرض وقف جميع كتبه وفرق جميع ماله في وجوه البر وعلى أهل العلم والحديث وكان ذا ثروة ومال كثير فاستأذن أمير المؤمنين القائم بأمر الله في تفريقها فأذن له وسبب اسيذانه أنه لم يكن له وارث إلى بيت المال(2) .
المبحث الثالث وفاته مرض في شهر رمضان سنة (463 ه) في نصفه إلى أن اشتد الحال أقعده المرض في منزله مما اضطره إلى آن يوزع ثيابه ويوقف كتبه على المسلمين وتصدق بجميع ماله وهو مئتا دينار على جميع طلابه وعلماء الحديث والفقراء(2).
وأوصى أن يدفن بجانب قبر بشر الحافي رحمه الله وكان أبو بكر بن أزهر الصوفي قد أعد لنفسه قبرا إلى جانب قبر بشر الحافي وكان يبيت فيه في الأسبوع مرة ويقرأ فيه القرآن كله فسأل المحدثون ابن أزهر أن يؤثرهم بقبره للخطيب فامتنع(2) فجاء المحدثون إلى أبيه فقال له: أنا لا أقول لك أعطهم القبر، ولكن لو أن بشرا الحافي في الأحياء وأنت إلى جانبه فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك أكان يحسن بك أن تقعد أعلى منه؟
قال: لا، بل كنت أقوم وأجلسه مكاني(5).
قال: فهكذا ينبغي أن يكون الساعة! فطاب قلبه وأذن لهم (2).
شيعه القضاة والخلق، وأمهم آبو الحسين بن المهتدي بالله، ودفن جنب بشر الحافي بدار حرب(1).
(1) ابن كثير، البداية والنهاية 8/ 131 - 132. (2) السبكي، الطبقات 14/3.
(3) الذهبي، تذكرة الحفاظ 1144/3. ابن العماد الحنبلي، شذوات الذهب 312/2.
(4) ابن العماد الحتبلي، شذرات الذهب 312/2.
(5) ابن خلكان، وفيات الأعيان 93/1.
() الذهبي، تذكرة الحفاظ 1145/3، الذهبي، العبر 314/2.
(7) الذهبي، تذكرة الحفاظ 1144/3.
पृष्ठ 16