============================================================
ذكر يوسف عليه الشلام بشري تأخر لقضاء حاجته وجاء بشار(1) إلى رأس الجب فرأى نورا ساطعا فأدلى دلوه للماء فتعلق يوسف بالدلو، ويقال: إن جبرائيل قال له: قم فقد آن وقت خروجك من الجب، فلما تعلق يوسف بالدلو استقبل النازح دلوه فأنكره فنظر في الجب فإذا هو غلام فأخذه وأخبر بخبره صاحبيهما مالك بن ذعر فجعل يشاورهما في أمره، وكان إخوة يوسف قريبا منهم في غنمهم فأحسوا بهم قد آخرجوا يوسف من الجب فأتوهم مسرعين وقالوا: من أين وجدتم هذا الغلام؟ قالوا: من هذا الجب، قالوا: إنه عبذ لنا قد أبق منا ونحن في طلبه ثم قالوا ليوسف بالعربية إن قررت لنا بالعبودية بعناك فتبقى حئا وإلا نزعناك منهم وقتلناك، وإما أن نردك إلى أبيك فلا نطمع فيه لأنا قد أخبرنا أن الذئب قد أكلك فإنه صدقنا فلا وجه لردك إليه، فقال لهم: يا إخوتي اتقوا الله، ولا تفرقوا بيني وبين والدي وبين إخوتي واذكروا وصية أبي وعهده فقال له يهوذا: يا أخي إن هؤلاء لا يستردونك للرجوع إلى آبيهم، ولا يكذبون أنفسهم وإن انتزعوك من يد القوم قتلوك فالرأي أن تقر لهم بالعبودية فعسى الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا من عنده، فقال يوسف: فما رأيت فهو الصواب وأقر لهم بالعبودية ثم إنهم قالوا لمالك بن ذعر يا باد الأمة هذا مملوك قد أبق متا وتوارى عنا في هذا الجب فتحن نبيعه منك فقال مالك : إني لا أرى عليه سيماء المماليك ولا أراه إلا شبيهكم فقالوا: نخبرك بأمره إن أبانا اشترى جارية وهذا معها طفل صغير فنشأ فيما بينتا وتربى في حجورنا وتزيا بزينا، فلذلك أشبهنا فقال له يا غلام: فما تقول فيما يقول هؤلاء القوم قال: صدقوا هم أهلي ربيت في حجورهم، قال مالك: قد أقر لكم فماذا تريدون، قالوا: اشتره متا قال: والله ما بقي معنا شيء من العين والورق إلا عشرون درهما عددا ويقال الأوقية وهي أربعون درهما، فقالوا: بعناه منك بها وفي بعض الروايات آنها كانت ثمانية عشر درهما وزنا ويقال زيوفا قال الله تعالى: وشروه بشن بخي درهم معدودة وكانوا فيه من الزاهديب (يوسف: الآية 20]، ويقال كانوا في ثمنه من الزاهدين إذ لم يكن إليه حاجة لأنهم علموا ان ثمن الحر حرام فلم يتناولوا منه شيئا إلا أنهم أخذوا من مالك بن ذعر يوهمونه أنه عبذ لهم قد باعوه، وقد قال كثير من أهل العلم إن إخوة يوسف لم يبيعوه فإن بيع الحر حرام وهو من الدناءة ومن الذنوب التي لا يجوز من الأنبياء، لكنهم قالوا لمالك بن ذعر خذ بضاعة منا حتى نرد به مصرا فتبيعه لنا بأي ثمن أمكنك فقال: نعم، وأرادوا آن يغيبوه عن أبيه، وقال آخرون: لا بل لا يشهد إخوة يوسف الوقت الذي وجد وارذ السيارة (1) فلما أدلى أحدهم دلوه تعلق فيه يوسف فلما رآه ذلك الرجل قال يكبشرى} (يوسف: الآية 19] (أي يا بشارتي)، هكذا ورد النص في ابن كثير - البداية والنهاية 286/1.
पृष्ठ 112