[المتّقي يستوحش من توزون ويخرج إلى بني حمدان بالموصل] واستوحش المتّقي من توزون (١) فخرج من بغداد، وأمر الكتّاب والقوّاد بالخروج معه، وصار (٢) إلى الموصل وقصد بني حمدان، واتّصل ذلك بتوزون (٣) فجرّد موسى بن سليمان في ألف رجل إلى بغداد، فأقبل إلى باب الشمامسة ونزل هناك، وأقام توزون بواسط أياما وصعد إلى بغداد وملكها، فتوجّه سيف الدولة لحربه، فالتقيا أسفل تكريت، وتحاربا أياما، فانهزم سيف الدولة (٤)، وملك توزون تكريت، وعاد سيف الدولة إليه وجرى بينهما وقعة ثانية، وانهزم سيف الدولة أيضا إلى الموصل. وصار (٥) المتّقي وناصر الدولة وأخوه سيف الدولة والجماعة عن الموصل إلى نصيبين (٦) ورحلوا عنها إلى الرّقّة (٧)، وملك توزون الموصل. وأنفذ المتّقي من الرّقّة إلى توزون يلتمس منه الصلح، فأجاب إلى ذلك، وأحضر توزون القضاة والعدول والعبّاسيين (٨) ومشايخ الكتّاب، وحلف بين أيديهم (٩) للمتّقي، وكتب بذلك كتابا وقّعت فيه شهادة من حضر على توزون (١٠) بالصلح (١١). _________ (١) في البريطانية «تورون». (٢) في نسخة بترو «وسار». (٣) في البريطانية «بتورون». (٤) في نسخة بترو زيادة: «يوم الخميس لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر». (٥) في النسخة البريطانية «وسار». (٦) في نسخة بترو زيادة «يوم الأحد لثلاث بقين من شعبان». (٧) في نسخة بترو زيادة «في يوم الثلاثاء لإحدى عشر ليلة خلت من شهر رمضان سنة ٣٣٢». (٨) في الأصل وطبعة المشرق ١٠٠ «العباسين»، والتصويب من النسخة البريطانية. (٩) في البريطانية «يديهم». (١٠) قال أبو الفداء: تورون بتاء مثنّاة من فوقها مضمومة وواو ساكنة وراء مهملة مضمومة وواو ثم نون. وهو اسم تركي مشتقّ من اسم الباطية، لأن الباطية اسمها بالتركي تروو بتاء وراء مضمومتين وواوين ساكنين. (المختصر في أخبار البشر ٢/ ٩٠). (١١) راجع هذه الأخبار في: تكملة تاريخ الطبري ١٣٦ وما بعدها، وتجارب الأمم ٢/ ٤٣ وما بعدها، والعيون والحدائق-ج ٤ ق ٢/ ١٢٦ وما بعدها، والكامل في التاريخ ٨/ ٤٠٦ وما بعدها، والمنتظم ٦/ ٣٣٤، وتاريخ الزمان ٥٧، وتاريخ مختصر الدول ١٦٥، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٩١، ودول الإسلام ١/ ٢٠٤، والبداية والنهاية ١١/ ٢٠٧، ومرآة الجنان ٢/ ٣١٠،٣١١، وخلاصة الذهب ٢٥٤، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٧١ - ١٧٣، ونهاية الأرب ٢٣/ ١٦٤ وما بعدها، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٧٦، وزبدة الحلب ١/ ١٠٤ وما-