فذكر أبو نصر أن ابن أميرويه بادر [24] الى الموفق وقد حصل على فرسخ من دارزين وأعلمه الصورة. فانكفأ حينئذ عائدا وجلس على سطح دار وأحضر رأس ابن بختيار فطرح بين يديه. وصعد وجوه الديلم وهنأوه [1] بالظفر ودعوا له وفى وجوههم الوجوم وفى قلوبهم الغم إلا رزمان بن زريزاذ، فانه لما رأى الرأس رفسه برجله وقال للموفق:
- «الحمد لله الذي بلغك غرضك وأجرى قتله وأخذ الثأر منه على يدك وحقق رؤياى التي كنت ذكرتها لك.» قال أبو نصر:
وقد كان رزمان قال للموفق فى بعض الأيام بشيراز:
- «رأيت البارحة فى المنام صمصام الدولة وهو يقول لى: امض الى الموفق فقل له حتى يأخذ بثأرى من ابن بختيار.» ثم نزل الموفق من السطح إلى خيمة لطيفة ضربت له وكتب إلى بهاء الدولة بالفتح كتابا بخط يده نسخته:
«بسم الله الرحمن الرحيم» - «علقت هذه الأحرف غدوة يوم الإثنين لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة من الموضع المعروف بدارزين على خمسة فراسخ من بم وبين يدي رأس ابن بختيار وقد استولى القتل على أكثر من خمسمائة رجل من الديلم. وأما الرجالة والزط فلم يقع عليهم إحصاء. بلغ الله تعالى مولانا شاهانشاه فى جميع أموره وسائر أعداء دولته نهاية آماله وآمال خدمه وكتابي ينفذ بالشرح ليوقف عليه ويعظم الشكر لله عز اسمه على ما وفق له من هذا الفتح المبارك بمنه. وقد استوهب البشارة جماعة من
पृष्ठ 421