तरग़ीब व तरहीब
الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة
प्रकाशक
مكتبة مصطفى البابي الحلبي
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशन वर्ष
١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م
प्रकाशक स्थान
مصر
= وقد أوضحها، وعمل به من بعده الصحابة والتابعون، والعلماء العاملون إلى وقتنا هذا، وفيه إرشاد من الله جل شأنه أن القرآن بيده ومطلع على قارئه ومثيب عليه، وفيه نصيحة من يريد الجنة أن يأكل حلالا ويعمل بالسنة ولا يظلم الناس، وفيه إخبار وتهاون المسلمين بأعمالهم ويعدونها حقيرة فيشركون بالله ولا يشعون، ويحبط ثواب أعمالهم ولا يعلمون، وهذا من جراء عدم الإخلاص لله ﷾ في العمل وترك المراء والنفاق، ومدانة الأغنياء أصحاب الجاه، وفيه الوعيد والتهديد بجهنم لمن يترك ويعمل بالبدعة، وفيه خيانة المبتدع وفسقه ولؤمه ودناءته، وانتفت عنه المروءة، وزال منه الوفاء، فالذى لا يرعى عهد الله لا يرعى عهد الناس - وحسابه عسير على نقض عهده. وفيه طلب اقتفاء أثره ﷺ في كل شيء كما فعل سيدنا عمر وسيدنا معاوية بن قرة وإطلاق أزرار القميص، وابن عمر كذلك، وهل تجد إيمانًا أكثر من إيمان عمر الذي مر على مكان كذا فبعد عنه وغير اتجاهه كما رأي رسول الله ﷺ يفعل. هذ إلى أنه رضى الله عنه ذهب إلى شجرة فاستظل تحتها واستنشق نسيمها، وأخذ راحته فيها تيمنًا بما كان يفعله ﷺ عندها - بل إنه رضى الله عنه خطا خطوات إلى مكان معين مشى فيه سيدنا رسول الله ﷺ وقضى حاجته فيه كما فعل ﷺ. أيها المسلمون: اليوم تبين الرشد من الغى، واتضحت أحكام الدين، فما علينا إلا نتبع الكتاب والسنة قولا وفعلا لنسلك سبيل الجنة فيرضى الله عنا، ويبارك لنا في اموالنا وأولادنا إنه بعباده رءوف رحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1 / 82