لها فرخان قد تركا بوكر * فعشهما تصفقه الرياح إذا سمعا هبوب الريح نصا * وقد أودى بها القدر المتاح فلا في الليل نالت ما ترجى * ولا في الصبح كان لها براح (ورأيت زوجك في الوغى * متقلدا سيفا ورمحا) في سورة المؤمن عند قوله تعالى (كانوا أشد منهم قوة وآثارا في الأرض) يريد حصونهم وقصورهم وعددهم وما يوصف بالشدة من آثارهم أو أراد أكثر آثارا كقوله * متقلدا سيفا ورمحا * أي وحاملا رمحا، ومنه * فعلفتها تبنا وماء باردا * * وزججن الحواجب والعيونا * (واصطليت الحروب في كل يوم * باسل الشر قمطرير الصباح) هو لأسد بن ناعصة في سورة الإنسان عند قوله تعالى (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) القمطرير:
الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه، يقال اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها فجمعت قطربها وزمت بأنفها، فاشتقه من القطر وجعل الميم زائدة، ومنه قمطرير الصباح. صلى واصطلى بهذا الأمر: إذا قاسى حره وشدته.
ويوم باسل: أي شديد، وهو الشجاح إذا اشتد كلوحه.
(والخيل تكدح حين تضبح * في حياض الموت ضبحا) في سورة والعاديات، أقسم بخيل الغزاة تعدو وتضبح، والضبح: صوت أنفاسها إذا عدت: أي يسمع من أفواهها صوت ليس بصهيل ولا حمحمة. وعن ابن عباس أنه حكاه فقال أح أح، كما قال عنترة: والخيل تكدح الخ.
حرف الدال (تطاول ليلك بالإثمد * ونام الخلى ولم ترقد) في سورة الفاتحة عند قوله تعالى (إياك نعبد) حيث عدل عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب، وهو لامرئ القيس وقد التفت ثلاث التفاتات في الثلاثة أبيات على عادة العرب في افتنانهم في الكلام، لأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع من إجرائه على أسلوب واحد، وبعد البيت:
وبات وباتت له ليلة * كليلة ذي العاثر الأرمد وذلك من نبأ جاءني * وخبرته عن أبي الأسود (تباعد عنى فطحل إذ دعوته * أمين فزاد الله ما بيننا بعدا) عند من قصر أمين، وفطحل: اسم رجل استمنحه القائل فما منحه فدعا عليه بالبعد، ومثله في المعنى قوله:
إذا لم يكن فيكن ظل ولا جنى * فأبعدكن الله من شجرات (إذا ما الخبز تأدمه بلحم * فذاك أمانة الله الثريد) في سورة البقرة عند قوله تعالى (ألم) أي أحلف أو أقسم بالله: أي أحلف بأمانة الله، فلما حذف منه حرف الجر انتصب بفعل مضمر، وتقدم القول عليه عند قوله:
पृष्ठ 364