क़ुरान की पवित्रता की रक्षा
تنزيه القرآن عن المطاعن
शैलियों
وربما قالوا في قوله تعالى (فبصرك اليوم حديد) ما معنى ذلك؟ وجوابنا أن المراد المعرفة وأنها قوية في الآخرة فالشبهة زائلة فشبهت في القوة بالحديد لأن معرفتهم في الآخرة ضرورية وإلا فالقوم ينظرون من طرف خفي وفي السورة أدلة على ما نقول منها قوله تعالى (لا تختصموا لدي) ولو كان الكافر ممن لم يعط قدرة الايمان وخلق الكفر فيه لكانت الحجة له فكان لا يجوز أن يقال له ذلك ومنها قوله (وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي) لان ذلك يدل على أن ما توعد الله به لا يتخلف ومنها قوله تعالى (وما أنا بظلام للعبيد) لأنه يدل على أنهم قد فعلوا ما استوجبوا به العقاب ولو لا ذلك لكان كل العقاب من باب الظلم والعبث من حيث خلق فيهم ما عاقبهم لاجله ومن حيث خلقهم للكفر ومن حيث خلقهم للنار فلو ابتدأهم بها لكان أقرب من أن يستدرجهم إليها ومنها قوله تعالى (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) فذلك انما يصح اذا كانت الخشية تصرفه عن الفعل ولو كان مخلوقا فيه لما صح ذلك وقوله تعالى (لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد) يدل على انه تعالى يضم الى ثوابهم التفضل ولا نمنع من أن يكون ذلك عند شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فليس لمن خالفنا في الشفاعة أن يتعلق بذلك وقوله في آخر السورة (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) يحقق ما نقوله في الوعيد وبين أن ذلك يصرف عن المعاصي فلذلك أمر الله جل وعز نبيه صلى الله عليه وسلم أن يذكرهم به ولو كان ذلك خلقا فيهم من جهة الله تعالى لما صح ذلك.
पृष्ठ 399