319

क़ुरान की पवित्रता की रक्षा

تنزيه القرآن عن المطاعن

शैलियों

وربما قيل في قوله تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) كيف يصح ان يقول ذلك وقد أفنى الخلق على ما يروى في الأخبار ولا يكون فيه فائدة وان كان يقوله تعالى وقد أعاد الخلق فما الفائدة فيه وقد عرفوا في الآخرة أن الملك لله الواحد القهار؟ وجوابنا أنه تعالى يقوله وقد أعاد منبها بذلك على انه لا حكم في الآخرة الا له ولا ملك الا له وان الآخرة مخالفة للدنيا فانها وان كان الملك فيها لله لكنه قد فوض الى الغير النظر في ذلك وما يرى من أنه تعالى يقوله ولا أحد ولا يصح بل القرآن يشهد بخلافه وهو قوله تعالى (لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون) ثم قال تعالى (لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) فانما يقول ذلك في ذلك اليوم ولذلك قال تعالى بعده (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم) والمعروف للمكلفين من أهل الثواب والعقاب أن الواقع بهم هو المستحق وأنه لا ظلم هناك وأنه بخلاف أيام الدنيا التي يجري فيها الظلم وغيره وقوله تعالى (لا ظلم اليوم) يدل على أن العبد هو الذي يفعل المعصية ولو كان تعالى يخلقها فيه ثم يعذبه أبد الآبدين لكان ذلك ظلما ويدل أيضا على ان أطفال المشركين لا يعذبون لانهم لو عذبوا ولا ذنب لهم لكان العقاب من أعظم الظلم وقوله تعالى (فإن الله سريع الحساب) يدل على أنه تعالى ليس بجسم وإلا كان يجب في محاسبة الخلق أن تطول كما يطول ذلك منا فإنما يكون سريع الحساب بأن يفعل المحاسبة في أجسام وأن يكون الكل في حال واحد وقوله تعالى (وأنذرهم يوم الآزفة) ثم قال تعالى من بعد (ما للظالمين من حميم ولا شفيع) يدل على أن الشفاعة لا تكون الا للمؤمنين فتزيدهم منزلة على وجه التفضل ولو كانت الشفاعة لاهل الكبائر المصرين لم يصح هذا الظاهر وقوله تعالى من بعد (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله) يدل على أن الذي لأجله حسن منه أن يعاقبهم أن الرسل جاءتهم بالبينات ومع ذلك اختاروا الكفر ولو كان تعالى خلق ذلك فيهم لكان مجيء مرسل اليهم وأن لا يجيئوا اليهم سواء.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) كيف يصح ان يكون كاتما لإيمانه مع أنه حكى عنه (وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب) ثم قال (وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد) ولو كان مظهرا لإيمانه لم يزد على ذلك. وجوابنا أنه يحتمل في الاول أن يكون كاتما لإيمانه ثم من بعد لما جربهم وسلم منهم أظهره وذلك لا يستحيل ويحتمل ان يكون معرضا بتلك اللغة وحكى الله عنه على حسب مراده فيكون بالعربية تصريحا وان كان بتلك اللغة تعريضا.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب) كيف يصح ذلك منهم مع علمهم بأنه لا يخفف البتة؟ وجوابنا أن مثل ذلك لا يقع من الممتحن على وجه الاستعانة بالغير والاسترواح الى هذا القول وان علم ان ذلك لا يتم. وقد قيل ان ذلك يحسن في الآخرة لقوله تعالى (يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها).

पृष्ठ 367