क़ुरान की पवित्रता की रक्षा
تنزيه القرآن عن المطاعن
शैलियों
وربما قيل في قوله تعالى (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) كيف يصح أن يوحى اليها وقد بين في غير آية أنه ما أرسل إلا رجالا وكيف يصح وهي لم تكن نبية فيوحى اليها بما لا يعلم إلا من قبله تعالى؟ وجوابنا أنه يجوز ان يعرفها ذلك على لسان نبي الزمان فلا يلزم ما قلتم ويحتمل انه ألهمها ذلك فقوى في ظنها كل ذلك الى حصول العلم لها به وقد قيل أراها تعالى ذلك في المنام بعلامات مخصوصة فعلمت بها والأقرب ما قدمناه من أن رسولا كان في الزمان فعرفها أو نزل جبريل فعرفها على ان ذلك من معجزات ذلك الرسول.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا) وكيف يصح ذلك مع قول امرأة فرعون (قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)؟ وجوابنا ان المراد بقوله تعالى (ليكون لهم عدوا وحزنا) العاقبة والمراد بقوله تعالى قرة عين ما دعاهم الى التقاطه وذلك لا تنافي فيه وقد ثبت أن هذه اللفظة قد يراد بها المآل وما يقصد إليه كقول القائل في المرضعة والوالدة أنها تربي ولدها لكي تنتفع به ويبقى لها وقد يقال مرضعة للموت إذا كان هذا هو العاقبة وعلى هذا الوجه قال الشاعر:
وأم سماك فلا تجزعي ... فللموت ما علت الوالدة
فاما قوله تعالى من بعد (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لو لا أن ربطنا على قلبها) فالمراد فراغ قلبها من سائر أمور الدنيا سوى أمر ولدها فلذلك قال تعالى (لو لا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين) أي تصدق بما أوحينا اليها وقوله تعالى (وحرمنا عليه المراضع من قبل) المراد به الصرف والمنع لا التحريم في الحقيقة وذلك كقوله تعالى في أهل النار (إن الله حرمهما على الكافرين) فليس لأحد ان يطعن بذلك وكقوله (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) وقوله تعالى (ولتعلم أن وعد الله حق) يدل على أن ذلك الوحي كان مقطوعا به على ما ذكرناه.
[مسألة]
पृष्ठ 308