क़ुरान की पवित्रता की रक्षा

Al-Qadi Abd al-Jabbar d. 415 AH
197

क़ुरान की पवित्रता की रक्षा

تنزيه القرآن عن المطاعن

शैलियों

وربما قيل في قوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) أليس ظاهرة يقتضي اباحة الكفر والكذب وذلك قبيح لا يجوز على الله تعالى. وجوابنا أن قوله (إلا من أكره) استثناء منقطع ومعناه لكن من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. فان قال قائل إن السؤال عليكم في ذلك لازم لأنه كأنه قال لكن من أكره على الكفر والكذب والاكراه لا يحسن ذلك. قيل له إنه تعالى لم يبين ما يكره عليه وما يأتيه المكره والذي يكره عليه هو غير الذي يأتيه المكره لان المكره انما يكرهه على الكفر والكذب والذي ينبغي أن يأتيه المكره هو ما أباحه الله تعالى له من التعريض فكأنه يقول ان لم تقل ان الله ثالث ثلاثة قتلتك فيقول هو عند الاكراه ذلك على وجه الحكاية أو على وجه دفع الضرر من غير أن يقصد الخبر فيحسن منه ذلك عند الاكراه فأما نفس الكذب فلا يحسن من العاقل على وجه وفي العلماء من يقول اذا كذب فالاثم مرفوع عنه وان كان قبيحا لمكان الاكراه والذي قدمناه هو الصحيح ولذلك قال تعالى بعده (وقلبه مطمئن بالإيمان) فمدحه ثم ذمه بقوله (ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله) اذ كانوا مختارين والاكراه زائل وقوله تعالى (ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة) يدل على قدرتهم على الطاعة والمعصية فصح بذلك أن يؤثروا أحد الامرين على الآخر لان قوله استحبوا الحياة الدنيا المراد به آثروا ما يشتهونه من الباطل وقوله (على الآخرة) المراد به على ما يؤدي الى عمارة الآخرة من الحق ثم قال تعالى (وأن الله لا يهدي القوم الكافرين) مع علمنا بأنه قد بين لهم ودلهم على ما يلزمهم ولو لا ذلك لما كفروا يدل على أنه أراد بما نفاه الهدى الى الثواب والجنة على ما بيناه من قبل ثم بين تعالى حال الكافرين بأنه طبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم والمراد به تشبيه حالهم بحال من هذا صفته ولو لا ذلك لم يكن ليذمهم ولذلك قال بعده (وأولئك هم الغافلون) ومن يمنعه الله من هذه الافعال لا يسمى غافلا ثم حقق ذلك بقوله (لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون) وقوله تعالى من بعد (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) يدخل في جملته من أكره على الكفر بمكة حتى صبر وعرض ثم تخلص بالهجرة وذلك يبين أن كلا الامرين يحسن من المكره وأن الأفضل أن يصبر على ما يخوف به ولا يدخل على طريق الاباحة.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) أليس ذلك يدل على اثبات نفسين لنا وذلك لا يصح عندكم.

وجوابنا ان المراد بالنفس غير المكلف فكأنه قال يوم تأتي كل مكلف تجادل عن نفسه وهذا أحد ما يدل على صحة القول بالعدل لانه لو لم يكن له فعل وكان الله تعالى يفعل فيه ان يشاء الكفر وان يشاء الايمان لم يكن للمجادلة وجه ثم قال تعالى بعده (وتوفى كل نفس ما عملت) والمراد جزاء ما عملت لان نفس عملها وقد تقضي لا يجوز أن توفاه فليس الا ما ذكرناه ولذلك قال بعده (وهم لا يظلمون) والظلم انما يصح في المجازاة لا في نفس العمل.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) بعد ذكر كفرهم أليس ذلك يدل على انه تعالى يعاقب في الدنيا الكفار وعندكم ان ما يلحقهم من فقر ومرض لا يكون عقابا. وجوابنا انه يحتمل ان الصلاح عند كفرهم ما يفعله بهم من جوع وخوف لأن ذلك عقوبة كما تأولنا عليه قوله تعالى (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات).

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة) أليس الفاعل مع الجهالة معذورا فيما يأتيه فكيف أوجب الغفران بالتوبة من ذلك. وجوابنا أنه قد يقال ذلك فيمن دخلته الشبهة فيعمل السوء عندها فلا يكون معذورا والاصل في الجهالة انه موضع للذم.

[مسألة]

पृष्ठ 223