191

तनवीर अल-उकूल

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

शैलियों

و لم يصح أنه بدل تلك الصلوات بوجه آخر ، و قد صح وضع البسملة في أولها ، و أول كل سورة إلا سورة براءة ، و لا يصح إلا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم- هو الذي أمر بترتيب القرآن كما هو الآن ، و هو الذي أمر بوضع البسملة في الفاتحة ، و في كل سورة ، ونهى عن وضعها في سورة براءة كما أخبر الطبري (¬1) عن ذلك ، و رسمناه سابقا أن حفصة[153/ب] نسخت القرآن على هذا الترتيب بأمره ، ونسخه ابن أبي بأمره [صلى الله عليه وسلم] (¬2) على ترتيبه هذا ، فوجدهما عثمان بن عفان متوافقين في كل شيء منه ، و سألهما فقال كل منهما نسخناه بأمره و ترتيبه - صلى الله عليه وسلم - هكذا ، و صح ما روي أنه لم يمت - صلى الله عليه وسلم - إلا والقرآن كما في اللوح المحفوظ ، ويمكن أن جبريل هو الذي رتبه له بأمر ربه كما هو في اللوح المحفوظ ، ويمكن أن الله تعالى ألهم نبيه معرفة ذلك ، ولو لم يكن كذلك لاختلفت الصحابة في ترتيبه ، فلا بد فيهم من وجود أحد لم يرض إلا أن يرتبه على ما مات [146/ج] عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيكون على غير هذا الترتيب الذي هو لو كان عن غير النبي - صلى الله عليه وسلم - ، و لا يرضى أن يغيره بشيء لا بوضع بسملة في أول سورة مات - صلى الله عليه و سلم -ولم يضعها في أولها ، و لكثر الاختلاف في ذلك ، و صح القول الأول .

¬__________

(¬1) محمد بن جرير بن يزيد الطبري (224 ه /310ه - 839م / 923 م )، أبو جعفر ، المؤرخ المفسر الإمام ، و لد في طبرستان ، و استوطن بغداد ، وتوفي بها عرض عليه القضاء فامتنع و المظالم فأبى ، له " أخبار الرسل و الملوك " يعرف بتاريخ الطبري ، و جامع البيان في تفسير القرآن ، و كان مجتهدا في أحكام الدين لا يقلد أحدا ، بل قلده بعض الناس و عملوا بأقواله و آرائه ، كان أسمر ، نحيف الجسم ، فصيحا .إرشاد الأريب (6/423) ، ميزان الاعتدال (3/ 35) .

(¬2) سقط في ب.

पृष्ठ 192