(الفصل الثاني)
معلومات موجزة عن الكتب التي أورد عليها التنبيهات ومؤلفيها
ذكر الحافظ العلائي- ﵀ في مقدمة كتابه هذا أن عمله تضمن التنبيه على مواضع مشكلة، وقعت في كتب الحديث المهمات، الصحيحين والسنن، وغيرهما.
ومعلوم أن مراده بالصحيحين: صحيح البخاري،وصحيح مسلم. وبالسنن: أبي داود، وسنن ابن ماجة، وسنن الترمذي، وسنن النسائي، وبغيرهما: الموطأ، ولم يذكر سواه.
ويحسن بنا أن نعرِّف الكتب التي تعرض لمواضع مشكلة فيها، ونعرف - أيضا- بمؤلفيها باختصار:
١- صحيح الإمام البخاري:
سماه الإمام البخاري (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول ﷺ وأيامه وسننه) ١. وهو أصح الكتب بعد كتاب الله ﷿، بذل فيه الإمام البخاري أقصى درجات الحيطة والتثبت، ومن ذلك:
أ- الانتقاء، وهذه مرحلة علمية شاقة، روي عن الإمام البخاري قوله: "خرجت الصحيح من ستمائة ألف حديث" ٢، وقوله: "لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا، وما تركت من الصحيح أكثر" ٣.
ب- المبالغة في التروي والبحث بدقة عن المتيقّن، ودعم ذلك بالصلاة والاستخارة، قال البخاري ﵀: "ما كتبت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك، وصليت ركعتين" ٤. فيكون ﵀ اغتسل عدد الأحاديث، وصلى ضعف عددها، بحثًا عن الصدق وبعدًا عن الكذب على رسول الله ﷺ.
جـ - اشترط أن يخرج الحديث المتفق على ثقة نقلته إلى الصحابي المشهور من غير
_________
١ هدي الساري ص٨.
٢ هدي الساري ص٧.
٣ هدي الساري ص٧.
٤ هدي الساري ص٧.
1 / 31