٥- الأخلاق والسلوك:
أ- الأمالي الأربعين في أعمال المتقين.
ب - عقيلة المطالب في ذكر أشرف الصفات والمناقب.
ومن يقف على مؤلفات العلائي، يعلم إلى أي مدى كان الحسيني صادقا حين قال: "كان إماما في الفقه والنحو، والأصول، متفننا في علوم الحديث وفنونه، حتى صار بقية الحفاظ، عارفا بالرجال، علامة في المتون والأسانيد، ومصنفاته تنبئ عن إمامته في كل فن، ولم يخلف بعده مثله" ١.
وكان العلائي ناظما للشعر ٢، له في الأدب مشاركة جيدة، بل إن السبكي يقول:
" كان ... متكلما، أديبا، شاعرا، ناظما، ناثرا " ٣.
ومن نظم العلائي- ﵀:
ألا إنما الدنيا مطية راكب ... تسير به في مهمه وسباسب
فإما إلى خير يسر نواله ... وإما إلى شر وسوء معاطب
فلولا ثلاث هنّ أفضل مقصد ... لما كنت في طول الحياة براغب
ملازمة خير اعتقاد منزها ... عن النقص والتشبيه رب المواهب
ونشر علوم للشريعة ناظما ... عقود معانيها لتفهيم طالب
وصوني نفسي عن مزاحمة على ... دنيّ حطام أو عليّ مناصب
ففي ذاك عز بالقنوع وراحة ... معجلة من خوف ند مغالب
وحسبك في ذا قول عالم عصره ... مقال حق صادق غير كاذب
كمال الفتى بالعلم لا بالمناصب ... ورتبة أهل العلم أسنى المراتب ٤
ومع ذاك أرجو من إلهي عفوه ... وخاتمة الحسنى ونيل الرغائب
ويطعمني في ذي الثلاثة ثلاثة ... بهن اعتصامي من وبيل المصائب
محبة خير الخلق أحمد مصطفى الـ ... مهيمن من عليا لؤي بن غالب
وإني موال للصحابة كلهم ... ومن بعدهم من تابع في المذاهب
_________
١ ذيل العبر ص١٨٦، الدرر الكامنة ٢/١٨١.
٢ الدرر الكامنة ٢/١٨١.
٣ طبقات الشافعية ١/٣٦.
٤ هذا البيت تمثل به العلائي، وهو من قول تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي مطلع قصيدته، حين أخذت منه مشيخته جامع طولون في سنة تسع عشرة وسبعمائة. طبقات الشافعية (١٠/١٨٠-١٨١) .
1 / 29