ومنها نهر الهند العظيم المعروف بجنجس وهو أعظم من مهران وعليه مساكن كثير من الأمم من أصناف الهند وغيرهم، ومخرجه من جبل بناحية التبت لا عمارة بينه وبين التبت الى ان يصب في هذا البحر مما يلي الجزيرة المعروفة بجزيرة العراة من جزائر الهند، فمسافته من ابتدائه الى انتهائه اربعمائة فرسخ وقيل خمسمائة فرسخ. وعلى هذا النهر كان التقاء الإسكندر بن فيلبس وفور ملك الهند، لا تناكر بين الهند في ذلك وغير ذلك من الأنهار العظام كأنهار بلاد الأهواز، المشرقان، ودجيل، وغيرهما وأنهار فارس وكرمان والهيرمند، نهر سجستان، وغزنين، والدّوار، وغير ذلك من بلاد زابلستان وكابل وتيز مكران والسند والهند والصين وجبال الصغد وفرغانة وغير ذلك مما أحاط به من الممالك
ذكر البحر الثاني وهو الرومي
والبحر الثاني وهو الرومي هو بحر الروم والشأم ومصر والمغرب والأندلس والافرنجة والصقالبة ورومية وغيرهم من الأمم، طوله خمسة آلاف ميل وعرضه مختلف فمنه ثمانمائة ميل ومنه سبعمائة ميل ومنه ستمائة وأقل من ذلك وأكثر على حسب مضايقة البر للبحر والبحر للبر على مرور الأزمان وذهب قوم الى أن طوله ستة آلاف ميل، وأعرض موضع فيه أربعمائة ميل، ومبدؤه خليج آخذ من بحر أوقيانوس المحيط يعرف بالزّقاق معترض بين طنجة وسبتة من سواحل افريقية وبين سواحل جزيرة أم حكيم وغيرها من سواحل جزيرة الأندلس، عرضه هنالك نحو من عشرة أميال، وجريته بينة تكون من مبدئه الى أن يتسع ويعظم نحوا من ثلاثة أيام ومما يصب الى هذا البحر من الأنهار العظام المشهورة النيل ومبدؤه من عين
1 / 50