============================================================
التمهيد فى أصول الدين للتمدح؛ إذ انتفاؤه مع ثبوت الرؤية دليل ارتفاع نقيضة التتاهى والحدود .
عن الذات، فكانت الآية حجة لنا على الخصوم، ولو أنعموا التظر فيها وعرفوا مواقع الحجاج لاغنتموا التقصيى عن غهدة الآية، والله الموفق.
والمعقول أنا نرى فى الشاهد الجواهر والألوان والاكوان إذ كما تميز بحاسة البصر بين جوهر وجوهر تميز بين الأبيض والأسود والمتحرك والساكن وللمجتمع والمفترق، ولو كان السواد والبياض والحركة والسكون والاجتماع والافتراق غير مرئية ولم ير إلا الجواهر لما وقع التميز بين الأبيض والأسود والمتحرك والساكن كما لا يقع بين العالم والجاهل والسفيه وللساخط والراضى، ثم لما ثبت رؤية هذه المعانى ولم نعلم وضعا جامعا بين هذه الأجناس إلا الوجود؛ إذ لا جوهرية فى الألوان والاكوان، ولا لونية فى الجواهر، وكذا لاعرضية فيها، وكذا لا جوهرية ولا لونية فى الحركة والسكون، وعند السبر يتبين أن ليس وراء الوجود صفة تجمع هذه الأجناس، فعلمنا أن المعنى المطلق للرؤية المجوز لها ليس إلا الوجود، وما لا يرى من الموجودات فلعذم اجراء الله تعالى العادة فى إثبات رؤيتنا لها لا لاستحالتها، والوجود علة مطلقة مجوزة للرؤية لا موجبة لها(1).
رأينا أن الوجود يتعدى من الشاهد إلى الغائب فيكون جائز الرؤية
(1) فما عان موجوذا فهو داخل تعت حيز إمقان الرؤية وإن لم يجر الله العلدة باثيات رؤيته.
पृष्ठ 67