============================================================
المهيد فى أصول للدين فصل فى إثبات أزلية كلام الله تعالى ثم إن الله تعالى متكلم بكلام واحد وهو صفة له أزلية(1) ليست من بس الحروف والأصوات، وهى صفة منافية للسكوت والآفة، والله تغالى متكلم بها آمرز ناه مخير، وهذه العبارات دالة عليها، وتسمى العبارات كلام الله تعالى على معنى أنها عبارات عن كلامه الأزلى القائم بذاته، وهو المعنى بقولنا: "القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق". ثم إنا نقول: "القرآن كللم الله تعالى مقروء بألسنتتا محفوظ بصدورنا مكتوب فى مصاحفنا غير حال فيهاء(2)، وتفسيره ما بينا، وهذا كما نقول: "الله تعالى مذكور بألسنتتا معبود فى محاريبنا غير حال فيهاء، وكذا يقال: "لله تعالى مكتوب على هذه الكاغدة، ويراد به كتابة الحروف الدالة على ذاته، فكذا فى القرآن.
(1) قوله (الأزلية): نسبة الى الأرلى، وهو ما لا يكون مسبوقا بالعم، فالموجودات أقسام ثلاثة لا رلبع لها: إما ازلى وأبدى وهو الله سبحانه وتعالى، أو لا ازلى ولا أبدى وهو الدنيا، أو أبدى غير ازلى وهو الآغرة وعكسه محال؛ فان ما ثبت قدمه لمتنع عدمه. انظر "التعر فسات" الچرجانى: (2) لأن القديم لا يل فى الحادث، وللقول به كفر معض - كما عليه التصارى من ظو ل اللاهوت (اإله) فى الناسوت (الإسان) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
पृष्ठ 45