============================================================
التمهيد فى أصول الدين وهذه الحروف مخلوقة لأنها أصوات، وهى أعراض لا دوام لها، وهى قائمة بمحالها التى هى لللسان واللهو ات(1) والحلق، وغير المظوق يعير بما هو مخلوق: وزعمت المعتزلة أن كلام الله تعالى مخلوق خلقه الله تعالى فى مل فصار به متكلما، وقبل خلقه ما كان متكلما فى الأزل!!
وعندنا كان الله تعالى فى الأزل متكلما بكلامه الأزلى القائم بذاته كما كان عالما قادرا بعلمه وقدرته الأزليين، والدليل علسى أن كلام الله تعالى ازلى غير مخلوق أنه لو كان مخلوقا لكان الله تعالى فسى الأزل متعرئا عن الكلام، ولو كان متعريا عنه لكان لا يخلو : إما أن كان متعريا عنه لذاته، واما أن كان متعريا عنه لمتئ، فلو كان متعريا عنه لذاته لما تصور صيرورته متكلما مع قيام الذات الموجب للتعرى عسن الكلام، ولو كان متعريا عنه لمعنى إما انعدم ذلك المعنى الموجب للتعرى ثم قبل الكلام، واما أن لم ينعدم. فإن لم ينعدم فكان حدوث الكلام ووجوده مع وجود المعنى الموجب التعرى محالا. وإن انعدم المعذى الموجب التعرى ثبت أنه كان محدثا حيث قبل العدم، والذات لا تخلو عن المعنى الموجب للتعرى أو الكلام، والكلام حادث عند الخصم، والمعنى الموجب أيضا للتعرى حادث، فلم يكن ذاته خاليا عن الحولدث ولا سابقا عليها، فكان القول بحدوث الكلام: إما استحالة صيرورته صفة لله تعالى، وفيه (1) اللهوات: جمع لهاة وهى الهنة للمطبقة فى أقصى سقف الفم، وتجمع على اللها واللهيات أيضا. اتظر امفتار الصحاح:.
पृष्ठ 46