============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل الثالث فالكلام في العلم بالعلم الثاني كالكلام في العلم الأول، فيلزم احتياج كل علم إلى علم آخر إلى غير نهاية، وهذا محال، فيطل القول بكونه تعالى عالما بعلم.
وأما القدرة فيدل على بطلانها وجهان: الأول أنه تعالى لو كان قادرا بالقدرة لاستحال منه فعل الجسم، وقد ثبت أنه فاعل له، فيستحيل أن يكون قادرا بالقدرة. وإنما قلنا إنه لو كان قادرا بقدرة لاستحال منه فعل الأجسام، فلمقدمات ثلاث: المقدمة الأولى أنا لا نقدر على فعل الأجسام.
الثانية أنا إنما لم نقدر عليها لكوننا قادرين بالقدرة.
الثالثة أن الله تعالى لو كان قادرا بالقدرة لاستحال منه فعل الأجسام.
أما الأولى فيدل عليها أمران: أحدهما أنا لو قدرنا على فعل الأجسام لوجب أن يفعل الإنسان لنفسه ما شاء من الأموال والأولاد إذا دعاه إليه داع، فلما علمنا تعذر ذلك علمنا أنا ليس بقادرين على فعل الأجسام.
وثانيهما أنا لو قدرنا على فعل الأجسام لكان لا يخلو إما أن تفعلها ابتداء أو متولدة، وباطل أن نفعلها ابتداء، وإلا لصح منا فعلها مخترعة في ظروف مشددة الرؤوس إذا دعانا إلى فعلها داع، ولما لم يصح ذلك منا علمنا استحالته. وباطل أن نفعلها متولدة؛ لأن ذلك المولد لها لا بد وأن يكون مختصا بجهة وإلا لم يكن بأن يولد الجسم في جهة دون جهة ولا
पृष्ठ 208