============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل الصورة لا محالة، فلما لم يحصل العلم بالدخول عند عدم العلم بحصول البكرة علمنا أن أحدهما مغاير للثاني: وثانيها أن الحقيقة الحاصلة في الحال يستحيل توقف حصولها على شرط غير حاصل في الحال، بل يحصل في المستقبل، فإنا إذا قلنا بأن العلم بأن الشيء سيوجد هو علم بوجوده إذا وجد فقد وقفنا كون ذلك العلم علما بوجود ذلك المعلوم على دخول ذلك المعلوم في الوجود، فلو لم يكن كونه عالما بوجوده أمرا متجددا بل هو عين ما هو حاصل في الحال لوقف حصوله على شرط سيتجدد بعد ذلك فلما عرفنا أن الحقيقة الحاصلة في الحال يسحيل وقوفها على شرط غير حاصل في الحال علمنا أن ذلك العلم متجدد.
وثالثها أنا نقول: إن من حق الشيئين إذا كانت حقيقتهما واحدة أن يقوم أحدهما مقام الآخر، ولا شك أن العلم بأن الشيء سيوجد لا يقوم مقام العلم بوجوده إذا وجد.
وبيانه بالاعتقاد فإن اعتقاد أن الشيء موجود قبل وجوده جهل، واعتقاد آنه غير موجود الآن عند وجوده جهل، ولما كان كذلك وجب أن يكون أحدهما مخالفا للآخر في الحقيقة، ل ومع المخالفة يستحيل أن يكون أحدهما عين الآخر. فتقرر حينئذ أن العلم بأن الشيء سيوجد ليس علما بوجوده إذا وجد بل هو أمر مخالف له في حقيقته.
الحكم الثالث أنه تعالى عالم بكل المعلومات ال والمعتمد في أنه تعالى عالم بكل المعلومات أنه تعالى يصح أن يعلم جميع الأشياء، فيجب ان يكون عالما بها، وإنما قلنا إنه تعالى يصح أن يكون عالما بجميع الأشياء فلأنه تعالى حي، والحي يصح أن يعلم جميع الأشياء. وإنما قلنا: إنه تعالى يجب أن يكون عالما بها؛ فلأن المقتضي لكونه عالما بجميع الأمور هو ذاته، إما بواسطة اقتضائها لحالة العالمية كما تقوله الصفاتية وإما من غير واسطة كما يقوله نفاة الأحوال، والمقتضي إذا اقتضى أمرا لذاته من
पृष्ठ 178