قال: وأنواع المدائح أربعة: ثلاثة منها بسيطة، وهى التى تقدمت: أحدها الإدارة، والثانى الاستدلال، والثالث الانفعال.
قال: مثل ما يقال فى أهل الجحيم فان هذه محزنة مفزعة.
والرابع المركب من هذه: إما من ثلاثتها، وإما من اثنين منها.
وينبغى أن تعلم أن أمثال أنواع هذه المدائح الأربعة للفعل الإرادى الفاضل غير موجودة فى أشعار العرب، وإنما هى موجودة فى «الكتاب العزيز» كثيرا.
قال: ومن الشعراء من يجيد القول فى القصائد المطولة، ومنهم من يجيد الأشعار القصار والقصائد القصيرة — وهى التى تسمى عندنا المقطعات. والسبب فى ذلك أنه لما كان الشاعر المجيد هو الذى يصف كل شىء بخواصه وعلى كنهه، وكانت هذه الأشياء تختلف بالكثرة والقلة فى شىء شىء من الأشياء الموصوفة — وجب أن يكون التخييل الفاضل هو الذى لا يتجاوز خواص الشىء ولا حقيقتها. فمن الناس من لقد اعتاد، أو من فطرته معدة نحو تخييل الأشياء القليلة الخواص. فهؤلاء تجود أشعارهم فى المقطعات ولا تجود فى القصائد. ومن الشعراء من هو على ضد هؤلاء، وهم المقصدون كالمتنبى وحبيب، وهم الذين اعتادوا القول فى الأشياء الكثيرة الخواص، أو هم بفطرهم معدون لمحاكاتها، أو اجتمع لهم الأمران جميعا.
قال: ومن التخييلات والمعانى ما يناسب الأوزان الطويلة، ومنها ما يناسب القصيرة. وربما كان الوزن مناسبا للمعنى غير مناسب للتخييل، وربما كان الأمر بالعكس، وربما كان غير مناسب لكليهما.
وأمثلة هذه مما يعسر وجودها فى أشعار العرب، أو تكون غير موجودة فيها، إذ أعاريضهم قليلة القدر.
पृष्ठ 232