وهذا التشبيه لا يكون إلا فى الخلق أو الخلق، مثل قول القائل: «جاء شبيه يوسف»، و«لم يأت إلا فلان». ومن هذا قول امرئ القيس:
وتعرف فيه من أبيه شمائلا
والتصريح بالشبيه خلاف التشبيه. فان التشبيه هو إيقاع شك، والتصريح بالشبيه بين اثنين هو تحقيق لوجود الشبه، وهو الغاية فى مطابقة التخييل، أعنى إذا قيل: شبيه فلان.
قال: والنوع الخامس هو الذى يستعمله السوفسطائيون من الشعراء، وهو الغلو الكاذب.
وهذا كثير فى أشعار العرب والمحدثين، مثل قول النابغة:
تقد السلوقى المضاعف نسجه وتوقد بالصفاح نار الحباحب
وقول الآخر:
فلولا الريح أسمع من بحجر صليل البيض تقرع بالذكور
وهذا كله كذب. ومن هذا قول أبى الطيب:
عدوك مذموم بكل لسان ولو كان من أعدائك القمران
وقوله فى هذه القصيدة:
لو الفلك الدوار أبغضت سيره لعوقه شىء عن الدوران
पृष्ठ 227