وإن كانت من نبات الأرض لأن النبات يكون بالمطر، والمطر هو المنزل فسماها باسم السبب الذي يكون منه النبات الذي يصنع منه ، ويقرب من هذا قول الشاعر :
إذا سقط السماء بأرض قوم
رعيناها وإن كانوا غضابا
فأطلق الرعى على السماء الذي عنى به المطر، ومراده النبات؛ لأن النبات يكون عن المطر، فسماه باسمه، والريش والرياش، المتاع والأموال. واللباس الثانى هو الإيمان. وقيل: هو الحياء وقيل الذكر الحسن في الناس .
الآية الثانية
قوله تعالى: *وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا
والله أمرنا بها}(1)
قيل : هم قريش ومن دخل معهم من كنانة وخزاعة في أمر الخمس وهو أنهم كانوا لايقفون في الحج بموضع من الحل ، ولا يستظلون ببيت من شعر ولا يأكلون طعاما جاءوا به من الحل، ولا يطوفون إلا عراة، وأمورا مع ذلك ابتدعوها، وكانوا إذا سئلوا عنها قالوا : ما أخبر الله تعالى عنهم، ففيهم نزلت لآية .
حكاه الطبري وابن إسحاق وغيرهما. والفاحشة : الطواف عراة والله أعلم.
الآية الثالثة
قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال }(2)
قيل : هم قوم من بني آدم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فجعلوا هنالك إلى أن يقضى الله فيهم مايشاء ويدخلهم الجنة برحمته . وقيل : هم قوم قتلوا في سبيل الله عصاة لآبائهم، فأعتقهم الله من النار بقتلهم في سبيله حبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم ، فهم آخر من يدخل الجنة .
पृष्ठ 73