والأرموي ﵀ وإن لم تذكر له المصنفات التي بين أيدينا تراثًا شعريًا، فإننا لا نشك في أنَّه كان يقرض الشعر، حيث روى ذلك عنه من سمع بأذنه، وهو أَحْمد الأفلاكي المتوفى سنة ٧٤٥ هـ (١). الذي ألَّف مناقب العارفين (٢)، وعاصر الأرموي ﵀ وعاش معه في مدينةٍ واحدةٍ وهي
(قونية) عاصمة بني سلجوق آنذاك.
والآن قد حان الوقت للشروع في ذكر مصنفات القاضي الأرموي ﵀ معرفين بها بقدر الاستطاعة بادئين بمؤلفاته المنطقية والحكمية، نظرًا لأن المصنفين يعدونه مؤلفًا في هذا الفن من الدرجة الأولى.
١ - مطالع الأنوار في المنطق والحكمة
قال صاحب كشف الظنون (٣) حاجي خليفة: (عن مطالع الأنوار): كتاب اعتنى بشأنه الفضلاء، واهتموا ببحثه ودرسه وتدريسه أوله: اللهمَّ إنَّا نحمدك والحمد من آلائك، ونشكرك والشكر من نعمائك، ونعوذ بك من الغباوة والغواية، ونبتغي منك إعلام الحق وإلهام الصدق، فإنَّه لا علم إلَّا ما
علَّمت، ولا دراية إلَّا ما ألهمت، إنك أَنْتَ العليم الحكيم والجواد الكريم ونبتهل إليك في أن تصلي على محمَّد سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد: فهذا مختصر في العلوم الحقيقية والمعارف الِإلهية
_________
= ٥٨٢ هـ. دخل خراسان وقرأ على الإِمام فخر الدين الرَّازيّ، وعلى تلميذه قطب الدين المصري وسمع الحديث من المؤيد الطوسي، قدم دمشق تاجرًا سنة ٦٣٦ هـ، ودرس بها ثم ذهب للإسكندرية واليمن، واشتهر فيها ودرَّس وتوفي بعدن سنة ٦٧٦ هـ. ترجم له شذرات الذهب ٥/ ٣٥٢، العبر / ٣١٠، طبقات ابن السبكي ٨/ ١٤٦، طبقات الإسنوي ١/ ٢٥٦.
(١) هو أَحْمد بن أخي ناطور القونوي الشهير بالأفلاكي المولوي، ولد سنة ٦٤٩ هـ، وتوفي سنة
٧٤٥ هـ بقونية. وله مناقب العارفين ومراتب الكاشفين.
(٢) مناقب العارفين ومراتب الكاشفين باللغة الفارسية، وهو في مناقب جلال الدين الرومي صنفه
بإشارة من ابن جلال الدين الرومي. ومطبوع بأنقرة في مجلدين سنة ١٩٥٩ - ١٩٦١، كشف الظنون ١٨٤٣.
(٣) كشف الظنون ١٧١٥، ومطالع الأنوار ١/ ٥.
1 / 53