तहकीम अल-उकुल
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
शैलियों
فإن قال: لأن حركة يده تقع بحسب قصده ويقدر عليها دون حركة الشرايين.
قلنا: فهذا أولى أن ينفى عنه؛ لأنه كما خلق الحركة خلق الإرادة وخلق القدرة الموجبة، وبعد فلم قلت إنه يقدر عليها مع قولك: إنها خلق الله تعالى؟.
ويقال: أيجوز أن يمنع العبد من الفعل؟ فلا بد من: بلى، قلنا: فإذا كان الفعل خلقا له تعالى وجب أن لا يثبت المنع، لاستحالة المنع عليه تعالى.
ويقال: إذا كان فعل العبد خلقا لله تعالى وجب أن لا يقع بحسب قدرنا في القلة والكثرة، ولا يؤثر فيه عدم الأسباب من قبلنا، ولوجب أن لا يقع بحسب دواعينا، حتى أن أحدنا لو كانت دواعيه متوفرة إلى الحركة ولا تقع ويكره السكون فيقع.
ويقال لهم: أليست هذه الأفعال يحدثها القديم تعالى؟ فلا بد من: بلى، فيقال: أليس العبد متعبدا بطلب المعونة والأنصار؟ فلا بد من: بلى.
قلنا: فإذا كانت خلقه فما معنى المعونة؟ وهل يحتاج الله تعالى إلى معين!!.
ويقال لهم: أيستحق الواحد منا الشكر على غيره بالإنعام والذم بالإساءة؟.
فإن قالوا: لا، كابروا العقول ودفعوا المعقول، وإن قالوا: بلى.
قلنا: فكيف يستحق، والإنعام والإساءة من فعله تعالى! وكذلك القول في المدح والتعظيم والذم والتهجين والثواب والعقاب؛ لأن عندهم العبد كمكان الضرف لهذه الأفعال، ولا يستحق هذه الأمور.
ويقال لهم: أليس عندكم أنه تعالى خلق الكافر للكفر، ثم خلق فيه الكفر وأوجبه بالقدرة الموجبة والإرادة وقدرة الإرادة، وأراد منه ذلك وكره أن لا يكون، وصيره بحيث لا ينفك من ذلك بوجوه كثيرة، ثم حكم عليه بالعقاب الدائم، فلا بد من: بلى، فيقال: وجب أن لا تكون له نعمة على الكفار، فلا يستحق الشكر عليهم والحال هذه، وذلك مخالف لنص الكتاب والإجماع.
पृष्ठ 106