तहकीम अल-उकुल
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
शैलियों
ويقال: أليس بعث الرسل إلى الكافر ليدعوهم إلى الإيمان وترك الكفر؟ فلا بد من: بلى، فيقال: بعث الرسل ليغيروا خلقه وإرادته فهذا محال، وعلى هذا أمر المجاهدين بالجهاد لئلا يكون ما خلقه هو.
ويقال لهم: إذا خلق الكفر والقبائح لم يخل إما أن يقبح منه أو لا يقبح منه، ويقبح من العبد أو لا يقبح منه.
فإن قال: يقبح منهما أو لا يقبح منهما، أو لا يقبح من الله سبحانه ويقبح من العبد.
قلنا: وجب أن يصح أن ينفرد بالظلم، وأن لا يفي بالوعد والوعيد، ويثيب الفراعنة ويعاقب الرسل والمؤمنين.
ويقال لهم: هذه الأفعال لا تخلو إما أن تكون من الله فوجب أن يتوجه المدح والذم إليه، أو من العبد فيتوجه الحمد إليه والذم، أو منهما فيتوجه الحمد والذم إليهما.
ويقال لهم: لو كان تعالى هو الخالق لتصرف العبد، لبطلت الطريق إلى إثبات العبد قادرا عليه من حيث يجوز أن يكون هو الموجد له علىسائر صفاته فيستغني عن القدرة، ولا يقال الحركة تحتاج إلى القدرة كحاجة القدرة إلى الحياة؛ وذلك لأن وجود الحركة تصح من غير قدرة.
وبعد فلا بد من وجه لأجله يحتاج إلى القدرة، فإن قلت: لا يصح وجوده مع فقد القدرة، قلنا: فقد صارت القدرة المحدثة قدرة القديم.
ويقال: إذا كانت هذه الأفعال خلقا له تعالى وجب أن لا تضاف إلى العبد، ولا ترجع أحكامه إليه، ولوجب جواز وقوعها محكمة مع جهل العبد، ولوجب جواز وقوع الفعل على الوجه الذي يحتاج فيه إلى الآلة مع فقد الآلة؛ لأنه الخالق ولا يحتاج إلى آلة وعلم، ونفس الفعل لا يحتاج إلى الآلة والعلم.
ويقال لهم: أليس حركة الشرايين خلق الله تعالى؟ فلا بد من: بلى.
قلنا: فإذا جرت يده أليس ذلك أيضا خلقه؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فما الفرق بين الحركتين؟.
पृष्ठ 105