============================================================
و في مادة (شكر) قال ابن منظور:1 يقولون: امرأة شكورة، فيلحقون تاء التأنيث بها فيوهمون فيه، وصوابه شكور، وقد تقدم تعليله في ترجمة (جج) :. وقد كرر ذلك أيضا في مادة (صبر)، ومادة (خون)، عند الحديث عن إلحاق تاء التأنيث بصبورة وخثونة.
ومن ذلك أيضاقوله في مادة (بحر):11 يقولون: شبعة بحور وثلاثة شهو، والاختيار أن يقال: ثلاثة أشهر وسبعة أبحر ؛ ليتناسب نظم الكلام ويتطابق العدد والمعدود، وفي التنزيل العزيز: (فسيحوأ فى الأرض أربعة أشهر) [سورة التوبة:2/9]، و فيه: (والبحر يمده من بعدهه سبعة أبحر) [سورة لقمان:27/31]، والعلة في هذا الاختيار أن العدد من الثلاثة إلى العشرة وضع للقلة، فكانت إضافته إلى مثال الجمع القليل المشاكل له أليق به وأشبه1).
وعندما أعاد ذكر المسألة في مادة (شهر) قال:" يقولون: ثلاثة شهور، والاختيار ان يقال: ثلاثة أشهر، وقد علل ذلك في ترجمة (بحر)،).
وكما قلت، فإن هذا نهج ابن منظور بطول الكتاب. ومع أن هذا نهج مطلوب ومحمود، إلا أن ذلك النهج قد شابه بعض اضطراب في عدد من المواضع، فقد كان أحيانا يكرر المسألة وتعليلها في موضعين، مما يزيد من حجم الكتاب دون داع، فمن ذلك قوله في مادة (أحح):1) يقولون عند الحرقة واللذع من الحرارة الممضة: أخ بالخاء المعجمة، والعرب تنطق بها بالحاء المغفلة، وعليه فشر قول عبد الشارق الجهني: [الوافر فباثوا بالصعيدلهم أحاحولو خفت لنا الكلمى سرينا اي يات الكلمى يقولون: أع، مما وجدوا من حرق الجراحات وحر الكلوم.
وحكي عن الحجاج أنه لما نازله شبيب الخارجي أبرز إليه في محاربته غلاماله، والبسه سلاحه المعروف به وأركبه فرسه الذي لم يكن يقاتل إلا عليه، فلما رآه شبيب مس نفسه في الحرب إلى أن خلص إليه، فضربه بعمود وهو يظنه الحجاج، قلما 38
पृष्ठ 40