(الإعراب)
يقال: كيف قيل: ادع لنا ربك ولم يذكروا له مطلوبا؟
قلنا: في الكلام حذف، وقيل: تقديره ادع لنا ربك، فقل: أخرج لنا مما تنبت الأرض، يخرج ذلك، وقيل : فيه تقدير ثالث، هو أن يكون يخرج في موضع ليخرج جزما، فلما حذفت اللام حصل كالجواب، قال الزجاج: وهو وجه ضعيف؛ لأن ما جاء على تقدير ذلك مرفوع، كقوله: (ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة) ثم قال: (تؤمنون بالله).
ومصر لا ينصرف، والصرف يجوز فيها من وجهين: أحدهما: أن يكون اسما للمكان، فيصرف على أنه مذكر، سمي به مذكر، فإذا جعل للبقعة لم يصرف، كما يفعل ذلك في أسماء الحي والقبيلة.
والثاني: أن كل اسم مؤنث كان وسطه ساكنا على ثلاثة أحرف، فإنه يجوز صرفه كهند ودعد وحمل.
* * *
(المعنى)
لما عد الله تعالى نعمه عليهم بين ما قابلوا به تلك النعم من قلة الشكر، واختيار السوء فقال تعالى: وإذ قلتم يعني قال أسلافكم من بني إسرائيل، يا موسى لن نصبر على طعام واحد يعني المن والسلوى.
ومتى قيل: كيف قال: طعام واحد ولهم المن والسلوى؟
قلنا: لما كان غذاؤهم في كل يوم لا يتغير قيل: طعام واحد، كما يقال: لمن داوم على الصوم والصلاة أمره أمر واحد، وقيل: العرب تعبر عن الاثنين بالواحد، وعن الواحد بالاثنين، كقوله: (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) وإنما يخرج من الملح.
पृष्ठ 407