وقوله تعالى: { خالدين فيها }؛ أي في اللعنة والنار مقيمين. وقيل: إن اللعنة هنا النار؛ لأن اللعنة هي إبعاد الله من رحمته وذلك عذابه. قوله تعالى: { لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون }؛ أي ولا هم يمهلون ويؤجلون. قال أبو العالية: (لا ينظرون فيعتذرون).
[2.163-164]
قوله عز وجل: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }؛ قال الكلبي: (نزلت هذه الآية في كفار مكة، قالوا: يا محمد صف لنا وانسب لنا ربك، فأنزل الله سورة الإخلاص وهذه الآية). وقال الضحاك: عن ابن عباس: (كان للمشركين في الكعبة ثلاثمائة وستون صنما يعبدونهم من دون الله إفكا وإثما، فدعاهم الله إلى توحيده والإخلاص في عبادته، فقال: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }. ويقال: نزلت هذه الآية في صنف من المجوس؛ ويقال لهم: الملكانية؛ يقولون: هما اثنان: خالق الخير، وخالق الشر.
ومعنى الآية: أن الذي يستحق أن تأله قلوبكم إليه في المنافع والمضار وفي جميع حوائجكم وفي التعظيم له إله واحد لا يستحق الإلهية أحد غيره. فلما نزلت هذه الآية عجب المشركون وقالوا: إن محمدا يقول: إن إلهكم إله واحد، فليأتنا بآية إن كان من الصادقين. فأنزل الله تعالى: { إن في خلق السموت والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس }؛ أي في تعاقب الليل والنهار؛ وفي الذهاب والمجيء.
والاختلاف مأخوذ من خلف يخلف بمعنى أن كل واحد منها يخلف صاحبه وإذا ذهب أحدهما جاء الآخر خلافه؛ أي بعده. نظيره قوله تعالى:
وهو الذي جعل اليل والنهار خلفة
[الفرقان: 62]. وقال عطاء: (أراد اختلاف الليل والنهار في اللون والطول والقصر والنور والظلمة والزيادة والنقصان). والليل: جمع ليلة مثل نخلة ونخل؛ والليالي جمع الجمع. والنهار واحد وجمعه نهر. وقدم الليل على النهار؛ لأنه هو الأصل والأقدم. قال الله تعالى:
وآية لهم اليل نسلخ منه النهار
[يس: 37].
قوله تعالى: { والفلك التي تجري في البحر } يعني السفن، واحده وجمعه سواء، قال الله تعالى في واحده:
अज्ञात पृष्ठ