137

तफ्सीर कबीर

التفسير الكبير

शैलियों

وإنما قال لهذه الأشياء اللاعنون ولم يقل اللاعنات؛ لأن من شأن العرب إذا وصفت شيئا من البهائم والجمادات بما هو صفة للناس من قول أو فعل أن يخرجوه على مذهب بني آدم وجمعهم كقوله تعالى حاكيا عن يوسف عليه السلام:

والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين

[يوسف: 4] ولم يقل ساجدات وأشباه ذلك. وفي الآية دلالة على وجوب إظهار علوم الدين وزجر عن كتمانها؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا السبب المخصوص.

[2.160]

قوله تعالى: { إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا }؛ أي إلا الذين تابوا من اليهودية وأصلحوا أعمالهم فيما بينهم وبين ربهم. وقيل: أصلحوا ما كانوا أفسدوه مما لا علم لهم به، وبينوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتابيهم، وشهدوا بالحق فيما عندهم من العلم؛ { فأولئك أتوب عليهم }؛ أي أتجاوز عنهم وأقبل التوبة منهم، قوله تعالى: { وأنا التواب الرحيم }؛ أي المتجاوز عن التائبين، الرحيم بهم بعد التوبة.

[2.161]

قوله تعالى: { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار }؛ هذا عام في جميع الكفار؛ { أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين }؛ أما المؤمنون فيلعنوهم في الدنيا والآخرة؛ وأما الكفار فيلعن بعضهم بعضا في الآخرة كما قال تعالى:

ويلعن بعضكم بعضا

[العنكبوت: 25]. وروي: أن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ثم الملائكة والناس أجمعون.

[2.162]

अज्ञात पृष्ठ