तफ़्सीर बयान सआदा
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
शैलियों
{ ومن أهل الكتاب } عطف باعتبار المعنى كأنه قال: من اهل الكتاب من يحتال بالحيل الشيطانية ومنهم من يكون سالما من الحيل، ومن اهل الكتاب فى مقام الامانة والخيانة { من إن تأمنه بقنطار } الباء للتعدية والقنطار اربعون وقية من الذهب او الف ومأتا دينار او ثمانون الف درهم، او مئة رطل من الذهب او الفضة، او الف دينار او ملء مسك ثور ذهبا او فضة، او الف ومأتا وقية، او سبعون الف دينار والمراد مدح بعضهم بأنك ان تأمنه بكثير من المال لا يخنه و { يؤده إليك } قيل: المراد بهذا البعض النصارى { ومنهم من إن تأمنه بدينار } اصله دنار بدليل دنانير والمقصود المال القليل يخنه و { لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قآئما } اى الا ما لم تغب عن نظره وقيل: المراد بهذا البعض اليهود والحق انه لا اختصاص لشيء منهما بفرقة منهما { ذلك } المذكور من عدم الاداء { بأنهم قالوا ليس علينا في } حق { الأميين سبيل } يعنى ليس علينا عقوبة فى التقصير فى حقوق من ليسوا من اهل الكتاب والمراد بالاميين اما اهل مكة او اهل الاسلام لانتسابهم الى محمد (ص) المبعوث من مكة، او محمد (ص) الذى لم يقرأ ولم يكتب، او المراد كل من لم يكن له كتاب وشريعة وملة الهية وذلك انهم استحلوا ظلم من خالفهم وقالوا: لم يجعل لهم فى التوراة حرمة وعن النبى (ص) انه لما قرأ هذه الآية قال:
" كذب اعداء الله ما من شيء كان فى الجاهلية الا وهو تحت قدمى الا الامانة فانها مؤداة الى البر والفاجر "
{ ويقولون } اى يعلقون بقولهم هذا { على الله الكذب وهم يعلمون } انه كذب وهذا تعريض بالامة وما أحدثوه بعد وفاة الرسول (ص) من الاختلاف وانكار كل فرقة حرمة الاخرى كما هو واقع فى زماننا بين المنتحلين للتشيع والمقرين بالائمة الاثنى عشر حيث يكفر ويلعن بعضهم بعضا ويستحلون أموالهم ودماءهم وفروج المحصنات من نسائهم بادعاء كل ان المخالف لمذهبنا لا حرمة له فى نفسه وماله وعرضه.
[3.76]
{ بلى } عليهم سبيل فان الله لا يدع ظلامة العباد { من أوفى } ابتداء كلام تعليل لجملة تضمنتها بلى يعنى عليهم سبيل لان كل من اوفى { بعهده } الذى عاهده مع نبى (ص) او وصى نبى (ع) بالبيعة العامة او الخاصة والوفاء بسائر العهود من الوفاء بهذا العهد فانه مأخوذ فيه { واتقى } من مخالفة ما عاهد به فى بيعته والامانة جزء ما عاهد به سواء كان اميا او من اهل الكتاب { فإن الله يحب المتقين } وضع الظاهر موضع المضمر للاشعار بعلة الحكم فكأنه قال: فان الله يحبه والمحب ينتقم ممن ظلم محبوبه ويجوز ان يكون بلى تقريرا لسابقه على مرجوحية ويكون المعنى: بلى لا سبيل على المؤمن المعاهد بشرط الوفاء بالعهد واتقاء مخالفة ما وصف فى عهده لان من اوفى بعهده واتقى المخالفة صار محبوبا لله والمحبوب لا يناله مكروه من المحب ولا يؤاخذه المحب على ما فرط منه بالنسبة الى عدوه.
[3.77]
{ إن الذين يشترون } كان اقتضاء المقابلة ان يقال: ومن لم يوف بعهده ولم يتق فان الله يبغضهم لكنه ابرزه فى صورة الجواب لسؤال مقدر ليكون اوقع، واكده بمؤكدات وبسط فى الكلام لاقتضاء مقام السخط ذلك فكأنه قيل: قد علم حال الوافى بالعهد المتقى فما حال هؤلاء الناقضين الناكثين؟ - فقال: ان الذين يشترون { بعهد الله } الذى عاهدوه فى البيعة { وأيمانهم } جمع اليمين بمعنى القسم وانما سمى يمينا لانهم كانوا حين الحلف يعقدونه بايمانهم، او المراد عقود البيعة فان البيعة لا تعقد الا بالايمان { ثمنا قليلا } من اعراض الدنيا واغراضها فان الدنيا برمتها ثمن بخس عند من يرتضيها، واما من كان متوجها الى الآخرة متلذذا بلذائذها فهو نافر منها كل النفرة منزجر عنها كل الانزجار، وان توقف عليها بأمر من الله كان كمن حبس فى مزبلة كثيرة الحشرات خبيثة المؤذيات { أولئك } تكرار المبتدأ باسم الاشارة البعيدة للتأكيد وللاحضار بالاوصاف الذميمة وللتبعيد عن ساحة الحضور { لا خلاق لهم } لا نصيب لهم { في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة } عدم التكليم وعدم النظر كناية عن سخطه تعالى عليهم { ولا يزكيهم } لا يثنى عليهم ولا يذكرهم بخير، او لا يطهرهم من ذنوبهم { ولهم عذاب أليم } اثبت العذاب الاليم بعد ما نفى الاوصاف التى فيها تشريف بترتيب الاشرف فالادون عنهم، نسب الى النبى (ص) انه من حلف على يمين يقطع بها مال اخيه لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديقه فى كتابه، ان الذين يشترون؛ الآية.
[3.78]
{ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب } عطف على قوله: { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه } واتى بأداتى التأكيد فى المعطوف لأنه ابلغ فى الذم ويتطرق الشك والانكار فيه، ولواه فتله وثناه، ويشبه ان يكون الكلام على القلب والتقدير يلوون الكتاب بألسنتهم ومثل هذا القلب كثير، او هو على الاصل بناء على تشبيه اللسان بالمفتول والكتاب بآلة الفتل، او على كون المعنى يحركون السنتهم بالكتاب، والمقصود انهم يحرفون الكتاب بحسب اللفظ بالزيادة والنقيصة والتبديل، وبحسب المعنى بالتغيير عن معناه والحمل على المعنى الغير المراد، او المعنى يفتلون الكتاب بالسنتهم لا بلسان الله او يحركون السنتهم لا لسان الله بالكتاب { لتحسبوه } اى الذى جرى على ألسنتهم { من الكتاب } لتشابهه صورة بما فى الكتاب يعنى أنهم بارائهم وانانياتهم يقرؤن شيئا من التوراة والانجيل، او يذكرون شيئا من أحكام شريعة موسى (ع) وعيسى (ع) بناء على عدم اختصاص الكتاب بصورة التوراة والانجيل لتحسبوا المقروء او المذكور ايها السامعون من التوراة والانجيل، او من الشريعتين.
تحقيق التواء الكتاب باللسان المضاف الى النفس
अज्ञात पृष्ठ