202

Tafsir Al-Uthaymeen: Ar-Rum

تفسير العثيمين: الروم

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

وقوْله تَعالَى: ﴿بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ﴾: (الباء) هنا للاختصاصِ أيضًا، أي يتكلم بِهَذا الشَّيء ويقول إنَّه حق.
والجوابُ: لا، إِذَنْ فليس عندهم حُجَّةٌ لا عقلية ولا فطرية، أمَّا العقلية فقد سبق أنَّ فطرة الله ﷾ كلها الإِخْلاص لله، وأما الشَّرعية فإِنَّهُ لم يأتِ في كتابٍ من الكتب المنزلة أن الشِّرك حق، فجميعُ الكتب المنزلة وجميع الرّسل المرسلين كلهم يقُولونَ: اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره، وقال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)﴾ [الأنبياء: ٢٥].
من فوائد الآية الكريمة:
الفائِدَةُ الأولَى: أن الله تَعالَى قد يجعلُ النِّعم سببًا للكُفر ويكونُ كفرهم عَلَى هَذا النَّحو؛ لقوْلِه تَعالَى: ﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ﴾؛ لأننا ذكرنا أن اللام هنا للعاقبة.
الفائِدَةُ الثَّانيَةُ: إثْبَات الأسبابُ إذا جعلنا (الباء) في قوْله تَعالَى: ﴿بِمَا آتَيْنَاهُمْ﴾ سببية، أمَّا إن جعلناها للاختصاص فليس فيها دليل.
الفائِدَةُ الثَّالثةُ: أن ما أصابنا من نِعَمٍ فإِنَّهُ من الله؛ لقوْلِه تَعالَى: ﴿بِمَا آتَيْنَاهُمْ﴾.
الفائِدَةُ الرابعةُ: تهديدُ الكَافِرِينَ، وأنَّ انبساطَهم بنِعَمِ الله ﷾ ضررٌ عليهم لقوْلِه تَعالَى: ﴿فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.
الفائِدَةُ الخَامِسَةُ: بلاغةُ القرآن، وَذَلِكَ بالانتقال من الغَيْبَةِ إِلَى الخِطاب الَّذي يسمى في اصطلاح البلاغيين التِفاتًا.
الفائِدَةُ السّادِسَةُ: إثْبَات الجزاء؛ نأخذه مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.

1 / 208