141

Tafsir Al-Haddad Mistakenly Printed as Al-Tafsir Al-Kabir by Al-Tabarani

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

संपादक

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

प्रकाशक

دار الكتاب الثقافي الأردن

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠٨ م

प्रकाशक स्थान

إربد

शैलियों

بيانه والباطل كتمانه).وقيل: معناه: لا تكتموا الحقّ بالباطل هو إيمانهم ببعض ما جاء به النبيّ ﷺ وكفرهم ببعضه. ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ؛﴾ يعني نعت النبيّ ﷺ وصفته.
قوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٤٢)؛أي تعلمون أنه نبيّ مرسل؛ وقوله تعالى:
﴿(وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ)﴾ يحتمل أن يكون تكتموا جزما على النهي. ويحتمل أن يكون نصبا على معنى: وأن تكتموا؛ أي لا تجمعوا بين اللّبس والكتمان، فهذا مثل:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إن فعلت عظيم (^١)
وقوله: ﴿(وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ)﴾ أي لا تختلطوا، يقال: لبست عليه الأمر؛ أي خلطته.
قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ؛﴾ أي حافظوا على الصّلوات الخمس لمواقيتها بركوعها وسجودها، وأدّوا زكاة أموالكم المفروضة. وقوله تعالى:
﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ﴾ (٤٣)؛أي صلّوا مع المصلّين محمّد وأصحابه في الجماعات إلى الكعبة؛ يخاطب اليهود فعبّر بالركوع عن الصلاة، إذ كان ركنا من أركانها؛ كما عبّر باليد عن الجسد في قوله: ﴿بِما قَدَّمَتْ يَداكَ﴾ (^٢) وبالعنق عن النّفس كقوله تعالى: ﴿أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ (^٣).والفائدة في تكرار ذكر الصلاة لئلا يتوهّم متوهّم أن الصلاة لا تجب إلا على من تجب عليه الزكاة، وقيل: إن اليهود كانوا يصلّون بغير ركوع فأمر بالركوع في الصلاة.
قوله ﷿: ﴿*أَتَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ؛﴾ خطاب لعلماء اليهود، كانوا يخبرون مشركي العرب قبل بعث النبي ﷺ: بأنّ رسولا سيظهر يدعو إلى الحق فاتبعوه وأجيبوا دعوته. فلما بعث النبيّ ﷺ؛ حسدوه وكفروا به؛ فأنزل الله هذه الآية مذكّرا لهم ما كان منهم.

(^١) نقل القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج ١ ص ٣٦٧ قال: «وقال أبو الأسود الدؤليّ:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
وابدأ بنفسك فانهها عن غيّها فإن انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى بالقول منك وينفع التّعليم»
(^٢) الحج ١٠/.
(^٣) الإسراء ١٣/.

1 / 158