256

तफसीर

تفسير الأعقم

शैलियों

[مريم: 85] { إلى الجنة } زمرا أي جماعات ركبانا { حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها } ، قيل : أن أبواب الجنة ثمانية { وقال لهم خزنتها } عند الاستقبال { سلام عليكم } أي سلام يحيونهم بالسلام فيزدادون سرورا وقيل: هو الدعاء بالسلامة والخلود، أي سلمتم من الآفات، وقيل: ذلك تشريف أعمالكم، وقيل: طبتم نفسا بما نلتم من الجنة ونعيمها، وقيل: إذا قربوا من الجنة يردون على الماء فيغسلون ويشربون فيطهر الله أجوافهم فلا يكون بعد ذلك منهم حدث، وإذا فتقول الملائكة طبتم { فادخلوها خالدين } دائمين { وقالوا } يعني أهل الجنة { الحمد لله الذي صدقنا وعده } يعني أنجز ما وعدنا على ألسنة الرسل وفي الكتب قوله:

وعد الله المؤمنين والمؤمنات

[التوبة: 72] { وأورثنا الأرض } ، قيل: صارت لنا في الآخرة فهو كالميراث، وقيل: ورثوها عن أهل النار، يعني أرض الجنة { حيث نشاء فنعم أجر العاملين } أي نعم أجر المطيعين { وترى الملائكة حافين } ، قيل: حافين، وقيل: محدقين من حول العرش سقف الجنة { يسبحون بحمد ربهم } ، يقولون: سبحان الله والحمد لله متلذذين لا متعبدين { وقضي بينهم بالحق } ، قيل: بين أهل الجنة وأهل النار، ذكر تأكيدا أنه لا يعاقب أحدا إلا بحق، وقيل: المراد به في الجنة، أي يعطي كل أحد ما يستحقه بعد دخولهم الدارين، وقيل: بل هو قبل الدخول { وقيل الحمد لله رب العالمين } من كلام أهل الجنة حمدوه على نعمه العظيمة تلذذا، وقيل: من كلام الله تعالى حين قضى بالحق تمدحا، وعن ابن عمران النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ على المنبر آخر سورة الزمر فتحول المنبر مرتين يتلو ذلك الكلام في الحواميم.

[40 - سورة غافر]

[40.1-5]

{ حم } اسم السورة، وقيل: اسم من أسماء الله عن ابن عباس، وقيل: هو قسم أقسم بحكمه وملكه لا يعذب من عاذ، يقول: لا إله إلا الله مخلصين من قلبه، وقيل: هو افتتاح اسمائه حليم، حميد، محمود، منان، قال في الغرائب والعجائب: حم اسم الله الأعظم، وقيل: محمد، وقيل: معنى حم ما هو كائن تنزيل الكتاب أي القرآن أنزله الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى الملك ويأتي به الملك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { من الله العزيز } القادر على ما يشاء ولا يمتنع عليه شيء { العليم } بجميع الأشياء { غافر الذنب } يعني غافر ذنب من قال لا إله إلا الله { وقابل } توبة من قال لا إله إلا الله { شديد العقاب } لمن لم يقل لا إله إلا الله، وقيل: غافر ذنب المذنبين بالتوبة والطاعة، وقيل: يقبل توبة التائبين { شديد العقاب } على المصرين { ذي الطول } ، قيل: ذي النعم، وقيل: ذي الفضل على المؤمن، وقيل: ذي السعة، وقيل: ذي القدرة { لا إله إلا هو } أي هو الموصوف بهذه الصفات دون غيره { إليه المصير } أي المرجع للجزاء { ما يجادل في آيات الله } في القرآن بالتكذيب والرد { إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد } وكانت قريش تتحرك للتجارة، وقيل: تصرفهم في البلاد للتجارات وبقاؤهم آمنين سالمين مع كفرهم فإنه أمهلهم، ثم قال سبحانه ذاكرا حال الأمم: { كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب } الذين تحزبوا على رسول الله وهم عاد وثمود وفرعون { وهمت كل أمة } من هذه الأمم { برسولهم ليأخذوه } وقرئ برسولها ليأخذوه ليتمكنوا منه بما أرادوا من تعذيب أو قتل { وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق } ليدفعوا ويزيلوا { فأخذتهم } يعني أنهم قصدوا أخذه فجعلت جزاءهم على إرادة أخذه أن أخذتهم { فكيف كان عقاب } فإنكم تمرون على بلادهم ومساكنهم فتعاينون أثر ذلك.

[40.6-12]

{ وكذلك حقت } وجبت { كلمة ربك على الذين كفروا } قريش { أنهم أصحاب النار } يعني كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب المستأصل كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة { الذين يحملون العرش ومن حوله } من الملائكة، قيل: هم صنفان: صنف هم حملة العرش، وصنف يطوفون، قال جار الله: حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

" لا تفكروا في عظم ربكم ولكن تفكروا فيما خلق الله من الملائكة، فإن خلقا من الملائكة يقال له اسرافيل زواية من زوايا العرش على كاهله قدماه في الأرض السفلى وقد مرق رأسه من السماء السابعة، وإنه ليتضاءل من عظمة الله حتى يصير كأنه الوصع "

وفي الحديث:

अज्ञात पृष्ठ