221

तफसीर

تفسير السلمي

अन्वेषक

سيد عمران

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1421هـ - 2001م

प्रकाशक स्थान

لبنان/ بيروت

قال : وجرى بين الجنيد رحمة الله عليه ذكر قوله تعالى :

﴿فلما تجلى ربه

الآية | فصاح وقال : بالجعل صار دكا لا بالتجلي ، ولو وقع عليه آثار التجلي لأفناه ، فكيف | التجلي .

وقال بعضهم : انفرد موسى بالتجلي لما صعق كأنه لما سأل الرؤية قيل له : انت لا | ترانا ببشريتك فقال : أفنني عني وعن بشريتي فأفناه ، وانفرد الحق بذاته فتجلى لموسى | في حال صعقته ، لأنه كان معه قائما بالمحبة .

قال الله تعالى :

﴿وألقيت عليك محبة مني

.

فأفناه حتى رآه ثم رده إلى صفاته .

قوله تعالى :

﴿سبحانك تبت إليك

.

قال بعضهم : تبت أن أسألك حظا لي ، إذ لا يحيط بك أحد ولا يشهدك غيرك .

﴿سبحانك تبت إليك

الآية .

قال ابن خفيف : لما قال : إن استقر مكانه فسوف تراني . قال : تبت إليك من أن لا | أصدقك بكل ما ورد منك ولا أطالب بالعلاقات ، وذلك كما قال :

﴿أرني أنظر إليك قال لن تراني

لم يكفه هذا حتى قال : ' انظر إلى الجبل ' فالتوبة من هذا .

قال الواسطي رحمة الله عليه : لم يزل المقصود ممتنعا من الاستغراق ، ألا ترى إلى | قول موسى :

﴿سبحانك تبت إليك

.

قال جعفر في قوله :

﴿سبحانك تبت إليك

قال : نزه ربه واعترف إليه ، بالعجز | وتبرأ من عقله ، ' تبت إليك ' رجعت إليك من نفسي ، فلا أميل إلى علمي ، فالعلم ما | علمتني والعقل ما أكرمتني

﴿وأنا أول المؤمنين

إنك لا ترى في الدنيا وإنما جوز الكلام | ولم تجوز الرؤية ، لأن الرؤية الإشراف على الذات والكلام صفة من الصفات ، | والصفات سمات إلى عباده ولهم إلى ذلك سبيل ، ولا سبيل لأحد من خلقه إلى ذاته | قال الله تعالى :

﴿ولا يحيطون به علما

. |

पृष्ठ 242