قال الأخنس بن شهاب التغلبي:
فللهِ قومٌ مثلُ قومي عصابةً ... إذا حفلتْ عند الملوك العصائبُ
هم يضربون الكبش يبرقُ بيضه ... على وجهه من الدماء سبائبُ
وإنْ قصرتْ أسيافنا كان وصلُها ... خطانا إلى أعدائنا فنضاربُ
ونحن أناس لا حجاز بأرضنا ... مع الغيثِ ما نلفى ومن هو غالبُ
ترى رائدات الخيل حول بيوتنا ... كمعزى الحجز أعوزتها الزرائبُ
أرى كلَّ قوم ينظرون إليهم ... وتقصرُ عما يفعلون الذوائبْ
وكلُّ أناس قارَبُوا قيدَ فحلهم ... ونحن خلعنا قيدهُ فهو سارب
قال العديل بن الفرخ العجلي:
ظللتُ أساقي الهمَّ أخوتي الألى ... أبوهم أبي عند المزاح وفي الجد
كفى حزنًا أن لا أزال أرى القنا ... يمجُّ نجيعًا من ذراعي ومن عضدي
لعمري لئن رمتُ الخروج عليهم ... بقيس على قيس وعوف على سعد
وضيعتُ عمرًا والربابِ ودارمًا ... وعدوانَ ودَّ كيف أصبر عن ودِّ
لكنتُ كمهريق الذي في سقائه ... لرقراقِ آل فوقَ رابية صلدِ
كمرضعةٍ أولاد أخرى وضيعتْ ... بني بطنها هذا الضلالُ عن القصدِ
فما تربُ أثري لو جمعت ترابها ... بأكثر من أبني نزارٍ على العدِّ
هما كنفا الأرض اللذا لو تزعزعا ... تزعزع ما بين الجنوب إلى السدِّ
وإني وإن عاديتهم وجفوتهم ... لتألم مما عضَّ أكبادهم كبدي
قالت امرأة من بني عامر:
فإنْ يك ظني صادقًا وهو صادقي ... بكم وبأحلام لكم صغرات
تعدْ فيكم جزرَ الجزورِ رماحنا ... ويمسكن بالأكباد منكسراتِ
قال قتادة بن مسلمة الحنفي:
بكرتْ عليَّ من السفاهِ تلومني ... سفهًا تعجز بعلها وتلومُ
لما رأتني قد رزءت فوارسي ... وبدت بجسمي نهكةٌ وكلومُ
ما كنتُ أولَ من أصاب بنكبة ... دهرُ وحيٌّ باسلونَ صميم
قاتلتهم حتى تكافأ جمعهم ... والخيلُ في سبل الدماءِ تعوم
ومعي أسودٌ من حنيفة في الوغى ... للبيض فوق رؤوسهم تسويم
قومُ إذا لبسوا الحديد كأنهمْ ... في البيضِ والحلقِ الدلاصِ نجومِ
فلئن بقيتُ لأرحلنَّ بغزوة ... نحو الغنائم أو يموتَ كريمُ
قال رجل من بني يشكر:
فإنْ ترضوا فإنَّا قد رضينا ... وإنْ تأبوا فأطرافُ الرماح
مقومةٌ وبيضٌ مرهفاتٌ ... تترُّ جماجمًا وبنانَ راحِ
قال جريبة بن الأشيم الفقعسي:
إذا الدهرُ عضتكَ أنيابُهُ ... لدى الشرَ فأزمْ به ما أزم
ولا تلف في شرهِ هائبًا ... كأنكَ فيه مشرٌ السقم
عرضنا نزالِ فلم ينزلوا ... وكانتْ نزالِ عليهم أطم
وقد شبهوا العيرَ أفراسنا ... فقد وجدوا ميرها ذا بشم
قال القطامي:
ومن يكنِ الحضارةُ أعجبتهُ ... فأيَّ رجال بادية ترانا
ومن ربطَ الجحاش فإن فينا ... قنًا سلبا وأفراسًا حسانا
وكنَّ إذا أغرنَ على جنبا ... وأعوزهنَّ نهبٌ حيث كانا
أغرنَ من الضبابِ على حلول ... وضبةَ إنه من حانَ حانَا
وأحيانًا على بكر أخينا ... إذا ما لم تجد إلاَّ أخانا
قال رجل من بين حمتر:
أبوا أن يبيحوا جارهم لعدوهم ... وقد ثار نفع الموت حتى تكوثرا
وكانوا كأنف الليث لا شم مرغمًا ... ولا نالَ قط الصيد حتى تعفرا
قال عباس بن مرداس السلمي:
فلم أر مثل الحيَّ حيًا مصبحًا ... ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا
أكرَّ وأحمى للحقيقة منهمُ ... وأضربَ منّا بالسيوف القوانِسا
أنشد ابن فارس لحجل بن نضلة الباهلي:
جاءَ شقيقٌ عارضًا رمحه ... إنَّ بني عمكَ فيهم رماحْ
هل أحدثَ الدهر بنا نكبةً ... أم هلْ رقتْ أمُّ شقيقٍ سلاحْ
قال شتيم بن خويلد الفزاري:
هم النارُ تحرقُ من مسها ... فإنْ شئتما فاصلياها فذوقا
يسوسونَ من إرث آبائهم ... حلومًا بها يرتقون الفتوقا
قال عوفة بن عطية:
أفي صرمةٍ عشرين أو هي دونها ... قشرتم عصاكم فانظروا عمَّ تقشر
ففئتم ولما تدرِكوا ما طلبتم ... ألا ربَّ آتي غيه وهو مبصر
قال سعد بن مالك بن الأقيصر الأزدي:
1 / 9