أمرتهُ نفسٌ بالدناءة والخنا ... ونهتهُ عن طلب العلا فأطاعها
وإذا أصابَ من الأمور كريمة ... يبني الكريمُ بها المكارمِ باعها
قال غيره:
لعمرُ أبي البادي بهجري ملالةً ... لئنْ صدَّ ما ضاقتْ عليَّ المذاهبُ
وما أنا بالباكي على ودّ صاحبٍ ... إذا ما بداني بالقطيعة صاحبُ
إذا لم أصب إلا بمن قد رعيته ... ولم يرعني هانتْ عليَّ المصائبُ
قال ابن هرمة:
وللنفس تاراتٌ تحلُّ بها العرى ... وتسخو عن المالِ النفوشُ الشحائحُ
إذا المرء لم ينفعك حيًا فنفعه ... أقلُّ إذا رصت عليه الصفائحُ
لأية حالٍ يمنعُ المرءُ مالهُ ... غدًا فغدًا والموتُ غاد ورائحُ
قال آخر:
في الشيبِ لي واعظٌ إنْ كنتُ متعظًا ... وفي التجاربِ لي ناهٍ ومزدجر
من عاشَ أخلقت الأيامُ جدته ... وخانهُ الثقتان السمعُ والبصر
قال آخر:
إذا لم يكنْ صدرُ المجلس سيدٌ ... فلا خير فيمن صدرتهُ المجالس
وكم قائلٍ ما لي رأيتكَ راجلًا ... فقلتُ له من أجلِ أنك فارس
قال آخر:
خليليَّ قد رضيتُ الزمانَ وراضني ... على عدم طورًا وطورًا على وفرْ
فما ازدادَ إلا ازددتُ بذلًا لطالبٍ ... ولا عضني إلاَّ عضضتُ على الصبرْ
لحاتم الطائي:
وإني لاستحيي صحابي إنْ يروا ... مكانَ يدي من جانبِ الزاد أقرعا
أكفُّ يدي عن أنْ تنال أكفهم ... إذا نحنُ أهوينا إلى حاجةٍ معا
أبيتُ خميص البطن مصطمر الحشا ... حياءً أخافُ الذمَّ أنْ أتضلعا
وإنك إنْ أعطيتَ بطنكَ سؤلهُ ... وفرجكَ نالا منتهى الذم أجمعا
قال آخر:
وما أبطرتنا نعمةٌ دامَ ظلها ... علينا ولا قمنا من النكب ضلعا
وما يزدهينا الشرُّ حين يمسنا ... ولا نكثر الشكوى إذا الأمر أضلعا
لابن هرمة:
وما نالَ مثلَ اليأس طالبُ حاجةٍ ... إذا لم يكنْ فيها نجاحٌ لطالب
وإني لرماءٌ وراءَ عشيرتي ... صبورٌ على قذف العدى والمصائب
لسحيم:
رأيتُ الحبيبَ لا يملُّ حديثه ... ولا ينفعُ المشنوء أن يتودد
الفضل بن عبد الرحمن:
وعطفًا على المولى وإنْ كان بينه ... وبينك في بعض الأمور معاتبُ
ومن ذا الذي يرجو الأباعد نفعه ... إذا هو لم يصلح عليه الأقارب
لضرار بن عتبة:
أحبُّ الشيءَ ثم أصدَّ عنه ... مخافةَ أنْ يكونَ به مقالُ
نحاذرُ أنْ يقالَ لنا فنخزى ... ونعلمُ ما يسبُّ به الرجالُ
لآخر:
إذا أنتَ لم تبرحْ بظن وتقتضي ... على الظن أردتك الظنونُ الحوادثُ
لآخر:
كفى حزنًا إنَّ الغنى متعذرُ ... عليَّ وإني بالمكارمَ مغرم
فواللهِ ما قرتُ في طلبِ العلى ... ولكنني أسعى إليها فأخرم
قال المقنع الكندي:
وإذا رزقتَ من النوافل ثروة ... فامنحْ عشيرتكَ الأدانيَ فضلها
وأستبقها لدفاع كل ملمة ... وأرفق بناشئها وطاوعْ كهلها
وأحلمْ إذا جهلتْ عليك غواتها ... حتى تردَّ بفضل حلمك جهلها
وأعلم بأنك لا تكون فتاهمُ ... حتى ترى دمث الخلائق سهلها
لأعرابي:
إذا شئت قومًا فاجعل الجودَ بينهم ... وبينك تأمنْ كلَّ ما تتحوفُ
فإنْ كشفتْ عنك الملماتُ عورةً ... كفاكَ لباسُ الجودِ ما تتكشفُ
الأعور الشني:
وإني لا أضن على ابن عمي ... بنصرٍ في الخطوبِ ولا نوالِ
وأكرم ما تكون عليَّ نفسي ... إذا ما قلَّ في اللزبات مالي
وقد أصبحتُ لا أحتاجُ فيما ... بلوتُ من الأمور إلى سؤالِ
وما التقصيرُ قد علمتْ معد ... وأخلاقُ الدنية من خلالي
إذا ما المرءُ قصر ثم مرت ... عليه الأربعون مع الرجالِ
ولم يلحق بصالحهم فدعهُ ... فليس بلاحقٍ أخرى الليالي
قال الكميت بن زيد:
وما غبن الأقوامُ مثل عقولهم ... ولا مثلها كسبًا أفاد كسوبها
رأيتُ عذابَ الماء إنْ حيلَ دونها ... كفاكَ لما لا بدَّ منه شروبها
إذا لم يكنْ إلا الأسنةُ مركبٌ ... فلا رأي للمحمولِ إلا ركوبها
لابن هرمة:
1 / 33