لأدفع عن مآثرَ صالحات ... وأحمي بعد عن عرض صحيحِ
بذي شطب كلون الملح صاف ... ونفس لا تقر على القبيحِ
قال آخر:
متى تهزز بني قطنِ تجدهم ... سيوفًا في عواتِقهم سيوفُ
جلوس في مجالسهم رزانٌ ... وإنْ ضيفٌ ألمَّ فهم ضيوفُ
إذا نزلوا حسبتهم بدورًا ... وإنْ ركبوا فإنهم حتوفُ
قال آخر:
حرامٌ على أرماحنا طعنُ مدبر ... ويندق قدمًا في الصدور صدورها
مسلمة أعجاز خيلي في الوغى ... مكلومةٌ لباتها ونحورها
قال آخر:
يلقى السيوف بوجهه وبنحره ... ويقيم هامته مقام المغفر
ويقول للطرف أصطبر لشبا القنا ... فهدمت ركن المجد أن لم تعقر
وإذا تأمل شخص ضيفٍ مقبلِ ... متسربل سربالَ ليل أغبر
أومى إلى الكوماء هذا طارق ... نحرتني الأعداء إن لم تنحري
قال آخر:
إذا استلب الخوف الرجال نفوسهم ... صبرنا على الموت النفوس العواليا
حذار الأحاديث التي إنْ تعينتْ ... عقدنَ بأعناق الرجال المخازيا
قال جابر بن حنى التغلبي:
نعاطي الملوك السَّلم ما قصدوا بنا ... وليس علينا قتلهم بمحرم
يرى الناس منا جلد أسود سالخ ... وفروة ضرغام من الأسد ضيغم
قال غيره:
فذلل أعناق الصعاب ببأسه ... وأعناق طلاب الندى بالفواضلِ
فما انقبضتْ كفاه إلاَ بصارم ... ولا انبسطت كفاه إلا بنائلِ
قال آخر:
فتى دهره شطران فيما تنوبه ... ففي بأسه شطر وفي جوده شطر
فلا من بغاة الخير في عينه قذىً ... ولا من زئير الأسد في أذنه وقرُ
قال ضمرة بن ضمرة:
عليها الكماةُ والحماةُ فمنهمُ ... مصيدٌ بأطراف الرماح وصائدُ
أذيقُ الصديق رأفتي وإحاطتي ... وقد تشتكي مسي العداة الأباعدُ
وذي برة أوجعته وسبقته ... فقصر عني سعيه وهو جاهدُ
وقد علم الأقوام أن أرومتي ... يفاع إذا عدَّ الروابي المواجدُ
قال عمرو بن معدي كرب:
لقد علم الحماة الشمُ أني ... أهشُّ إذا دعيتُ إلى الطعانِ
وخرق قد تركت لدى مكرَّ ... عليه سبائب من أرجوانِ
ولم يوهنِ مراسُ الحرب ركني ... ولكن ما تقادم من زمان
قال عبد العزيز بن زرارة الكلابي:
قد عشتُ في الدهر أطوارًا على طرقٍ ... شتى، فصادفتُ منه اللينَ والفظعا
لا يملأ الأمرُ صدري قبل موقعه ... ولا يضيقُ به ذرعي إذا وقعا
كلًاّ لبستُ فلا النعماء تبطرني ... ولا تخشعتُ من لأوائها جزعا
قال خراشة بن عمرو:
قرومٌ نمتنا في فروع قديمة ... تحل محل المجد حيث تنقلا
مصاليت ضرابون في كفة الوغى ... إذا الصارخ المكروب غمَّ وخللا
ونحنُ على العلاتِ أكرم شيمةً ... وخيرُ لقيات بقين وأولا
وأطول في دار الحفاظ إقامةً ... وأربط أحلامًا إذا البقل أجهلا
وأكثر منا سيدًا وابنُ سيد ... وأجدر منا أن نقول ونفعلا
قالت أمامة بنت الجلاح:
إذا شئت أن تلقى فتىً لو وزنته ... بكل معدي وكلَّ يمانِ
وفي بهم حلمًا وجودًا وسؤددًا ... وبأساُ فهذا الأسود بن قنان
أغرَّ أبرّ من نزار ويعرب ... وأوثقهم عقدًا بقول لسانِ
وأوفاهم عهدًا وأطولهم يدًا ... وأعلاهم ذكرًا بكلّ مكان
كأن العطايا والمنايا بكفه ... سحابان مقرونان مؤتلفان
قال بشر بن عوانة، وقد لقي الأسد:
أفاطمَ لو شهدتِ ببطن خبت ... وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
إذن لرأيت ليثًا رام ليثًا ... هزبرًا أغلبًا يغشى هزبرا
تبهنس إذ تراجع عنه مهري ... محاذرةً فقلتُ عقرت مهرا
أنل قدمي ظهر الأرض إني ... رأيتُ الأرض أثبت منك ظهرا
وقلت له وقد أبدى نصالًا ... محددة ووجهًا مكفهرا
تدل بمخلب وبحد ناب ... وباللحظات تحسبهنّ جمرا
وفي يمناي ماضي الحد أبقى ... بمضربه قراع الحرب أثرا
ألم تبلغك ما فعلت ظباهُ ... بكاظمة غداة ضربتُ عمرا
وقلبي مثل قلبك لست أخشى ... مصاولة ولست تخاف ذعرا
وأنت تروم للأشبال قوتًا ... وأطلبُ لابنة الأعمام مهرا
1 / 11