{وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون} فنجت فرقتان. قال مجاهد: (فمنهم ظالم نفسه) أصحاب المشئمة (ومنهم سابق بالخيرات) أصحاب الميمنة، ومنهم السابقون من الناس كلهم. وقال عكرمة (فمنهم ظالم لنفسه) كما قال (فذوقوا فما للظالمين من نصير) وقال الحسن وقتادة (فمنهم ظالم لنفسه) قال المنافق. والقول الثاني ما قاله سهل بن عبد الله إن السابق العالم, والمقتصد المتعلم, والظالم الجاهل, وقال ذو النون المصري: الظالم الذاكر الله بلسانه فقط, والمقتصد الذاكر بقلبه, والسابق الذي لا ينساه. وقيل: الظالم التالي للقرآن ولا يعمل به, والمقتصد التالي للقرآن ويعمل به, والسابق القاري للقرآن العامل به, والعامل به, وقيل: السابق الذي يدخل المسجد قبل تأذين المؤذن, والمقتصد الذي يدخل وقد أذن, والظالم الذي يدخل المسجد وقد أقيمت الصلاة, لأنه ظالم لنفسه الأجر فلم يحصل لها ما حصل غيره. وقال بعض أهل العلم في هذا: السابق الذي يدرك الوقت والجماعة فيدرك الفضيلتين, والمقتصد الذي إن فاتته الجماعة فلم يفرط في الوقت, والظالم الغافل عن الصلاة حتى يفوت الوقت والجماعة. وقيل غير هذا من الأقوال.
पृष्ठ 58