قال المؤلف رضي الله تعالى عنه: وهذا والله أعلم لأنه كالمستهزئ والمتهاون، وممن اتخذ آيات الله هزوا. وقال العلماء في تأويل قوله تعالى: {ولا تتخذوا آيات الله هزوا} لا تتركوا أوامر الله فتكونوا مقصرين لاعبين قالوا ويدخل في هذه الآية الاستغفار من الذنب قولا مع الإصرار فعلا، وكذا كل ما كان في هذا المعنى والله أعلم.
الباب الثامن في قوله تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
أورثنا أعطينا، والميراث عطاء حقيقة أو مجازا فإنه يقال فيما صار للإنسان بعد موت آخر، والكتاب هنا يراد به معاني الكتاب وعلمه وأحكامه وعقائده على ما ذكرنا في الباب قبل، واختلف أهل التأويل في الظالم نفسه والمقتصد والسابق على أقوال ثلاثة، الأول هو الناجي هو المقتصد السابق، وأن قوله تعالى: {جنات عدن يدخلونها} للمقتصد والسابق هذا يروى عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة. وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس (فمنهم ظالم لنفسه) قال: كافر . وروى الثوري عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز وجل: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} إلى آخر الآية قال: هذا مثل قوله عز وجل:
पृष्ठ 57