तज़कर फ़ी अफ़दल अज़कार

Abu Abdullah Muhammad ibn Ahmad ibn Abu Bakr al-Qurtubi d. 671 AH
143

तज़कर फ़ी अफ़दल अज़कार

التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم

शैलियों

قال المؤلف غفر الله لنا وله: قال أبو عبيد: الخنج الضراط وهو الحبج أيضا بالحاء. ذكره في غريب حديث عمر فقال: ثنا أبو معاوية عن أبي عاصم الثقفي عن الشعبي عن عبد الله الحديث. قال: فقيل لعبد الله: أهو عمر؟ فقال: ما عسى أن يكون إلا عمر! وروي الأئمة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم؟)) قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم, فقال: فضرب في صدري وقال: ((ليهنك العلم يا أبا المنذر)) متفق عليه, وقد تقدم. وزاد الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول ((فوالذي نفسي بيده إن لهذه الآية للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش)) قال أبو عبد الله الترمذي فهذه الآية أنزلها الله عز وجل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلا وآجلا, فأما في العاجل فهي حارسة لمن قرأها من جميع الآفات, وروى عن عوف البكائي أنه قال: آية الكرسي تدعي في التوراة ولية الله, ويدعي قارئها في ملكوت السموات عزيزا, وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع. معناه كأنه يلتمس بذلك أن تكون له حارسا من جوانبه الأربع, وأن تنفي عنه الشيطان من زوايا بيته. وروى عن عمر رضي الله عنه أنه صارع جنيا فصرعه عمر, فقال له الجني: خل عني حتى أعلمك ما تمتنعون به منا, فخلى عنه وسأله فقال: إنكم تمتنعون منا بآية الكرسي. وروي أن المؤمنين ندبوا إلى المحافظة على قراءتها في دبر كل صلاة وعن أنس رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام من داوم على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة أعطيته قلوب الشاكرين, وأجر النبيين, وأعمال الصديقين, وبسطت عليه يميني بالرحمة, ولم يمنعه أن أدخله الجنة إلا أن يأتيه ملك الموت, قال موسى عليه السلام: يا رب من سمع بهذا إلا يداوم عليه؟! قال: إني لا أعطيه من عبادي إلا نبي أو صديق أو رجل أحبه أو رجل أريد قتله في سبيلي, وعن أبي بن كعب قال: قال الله تعالى يا موسى من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة أعطيته ثواب الأنبياء. قال أبو عبد الله معناه عندنا أنه يعطي ثواب عمل الأنبياء, فأما ثواب النبوة فليس لأحد إلا للأنبياء. وذكر أبو نصر الوايلي عن أبي أمامة الباهلي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقول: ما أرى رجلا ولد في الإسلام أو أدرك عقله الإسلام يبيت أبدا حتى يقرأ هذه الآية الله لا إله إلا هو الحي القيوم. ولم يعلمون ما هي؟ إنما أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش ولم يعطها أحد قبل نبيكم صلى الله عليه وسلم , ما بت ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات أقرأها في الركعتين بعد العشاء الآخرة, وفي وتري, وحين آخذ مضجعي من فراشي. قال الوايلي: وأخبرنا عبد الوهاب بن عثمان بن الحسن قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق السراج قال: ثنا معاذ بن المثنى العنبري قال: ثنا محمد بن كثير قال: حدثني عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يتول قبض روحه إلا الله عز وجل)) قال: وهذا حديث غريب بصري الطريق. وقد روى عن أبي أمامة نحوه أخبرناه أحمد بن محمد بن الحاج قال: ثنا الحسين بن أحمد بن محمد المقابري قال: ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: ثنا هارون بن داود الطرسوسي قال: ثنا محمد بن حمير قال: ثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت)) قال: وهذا شامي الطريق حسن. وقال الإمام أبو محمد بن عطية في تفسيره: وهذه الآية تضمنت التوحيد والصفات العلى وهي خمسون كلمة وفي كل كلمة خمسون بركة وهي تعدل ثلث القرآن. ورد بذلك الحديث. وقال ابن عباس: أشرف آية في القرآن آية الكرسي. سمعت شيخنا الأستاذ المقري أبا جعفر أحمد بن محمد بن محمد القيسي رحمه الله يقول: إنما كانت أشرف آية لأنه تكرر فيها اسم الله تعالى بين مضمر وظاهر ثمان عشرة مرة. وليس يوجد ذلك في غيرها قال: قال أبو الحسن بن بطال في شرح البخاري له وفي كتاب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل فيه فإنه يذهب عنه كل ما به إن شاء الله تعالى وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. وفي الصحيحين عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)) لفظ مسلم وخرجه الترمذي وقال فيه: حديث حسن صحيح. ومعي كفتاه قيل: من قيام الليل وقيل: من شر الشيطان فلا يكون له عليه سلطان. وروي الترمذي قال: ثنا بندار ثنا محمد بن يسار قال: أنبأنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ثنا حماد بن سلمة عن أشعب بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الجرمي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان)) قال: هذا حديث غريب وخرجه أبو عمر الداني المقري في كتاب البيان له بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن تخلق السموات والأرض بألفي عام وأنزل منه هذه الثلاث آيات التي ختم بهن سورة البقرة من قرأهن في بيته لم يقرب الشيطان بيته ثلاث ليال)) وقد تقدم نزول الملك بها في سورة الفاتحة مع الفاتحة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أوتيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن نبي قبلي)) وهذا صحيح يدل على صحة نزول الملك بها مع الفاتحة وفي هذه السورة آية عظمى جعلها الله تعالى ملجأ لذوي المصائب وعصمة للمتحنين لما جمعته من المعاني المباركة وهي قول الله تعالى: {إنا لله وإنا إليه راجعون} قال سعيد ابن جبير: لم يعط هذه الكلمات نبيا قبل نبينا ولو عرفها يعقوب لما قال: يا أسفي على يوسف. وفي صحيح مسلم عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف علي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها)). وفي البخاري قال عمر: نعم العدلان ونعم العلاوة {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} أراد بالعدلين الصلوات والرحمة وبالعلاوة الاهتداء، قيل إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر وقيل إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن والله أعلم.

من سورة آل عمران:

पृष्ठ 181