وبعد الإفراج عن الشيخ عبد الله بأيام قليلة زار نيودلهي، حيث أدلى بتصريح عارض فيه الانضمام لباكستان مصرا على ضرورة «الحرية قبل الانضمام».
وفي 21 أكتوبر من عام 1947 وقبل انقضاء تسعة أسابيع على استقلال الهندوس والمسلمين بعد استعمار دام نحو قرنين من الزمان، اشتعلت نار الحرب القومية في شبه القارة.
فقد وقع الانفجار في كشمير ذات الأغلبية المسلمة والحاكم الهندي الذي كان يعتمد على الهند، وملتقى الطرق للاجئين المسلمين والهندوس، وبدأ الانفجار في فجر يوم 22 أكتوبر إذ أغار رجال قبائل الأفريدي
2
وغيرهم على حدود كشمير للدفاع عن المسلمين بعد أن وصلت إليهم أنباء الاضطهادات التي وقعت لهم.
وبسرعة غريبة تمكن رجال القبائل المغيرة من احتلال مظفر أباد وأورى بعد أن هزموا قوات الجيش، وانضم إليهم في جمو ثوار أزاد ومتطوعو باكستان الذين أقبلوا من غرب البنجاب، وقد تولى قيادة هؤلاء المحاربين الجنرال أكبر خان، الذي أطلق عليه اسم «الجنرال طارق» تشبها بطارق بن زياد الذي غزا إسبانيا ونشر فيها الإسلام.
وقد دب الفزع في سرينجار على أثر الغزو الذي قام به رجال القبائل وأصبح الشيخ عبدالله بطلا من أبطال الدفاع، ووقع اضطهاد جديد على المسلمين الذين عرف عنهم أنهم من أنصار الانضمام لباكستان. وهكذا اشتعلت النار في كشمير وجمو كلها واشترك السيخ والهندوس وقوات الولاية واللاجئون في القضاء على المسلمين، وأخذ المسلمون في الفرار من الولاية حتى بلغ عدد الذين لجئوا إلى باكستان في بحر أيام قليلة نحو 100 ألف لاجئ، وصلوا إليها ومع كل منهم قصة من قصص الرعب والفزع.
ودافع المهراجا والزعماء الهنود عن موقفهم فادعوا أن المغيرين من المناطق الشمالية بالباكستان هم الذين بدءوا في إيجاد حالة الاضطراب. والواقع أن ما حدث بكشمير لم يكن إلا نتيجة طبيعية لمحاولة المهراجا ضم ولايته المسلمة إلى الهند ووقوفه ضد رغبات شعبه ونتيجة لسياسته في سحق المعارضة، إذ لم تؤد هذه السياسة التي سار عليها هو وقواته إلى قيام ثورة مسلحة في داخل بلاده فقط، بل كان لها أكبر الأثر في المناطق المجاورة بسبب روابط الجوار والدم.
وكان من نتيجة ذلك أن فشلت حركة كشمير «الحرة» وهرب المهراجا قبل 26 أكتوبر سنة 1947 من عاصمة ملكه سرينجار إلى جمو، ومن هناك كتب خطابا إلى حاكم عام الهند طلب إليه فيه أن يرسل له قوات هندية، ولما لم يكن من الممكن أن يتم ذلك إلا إذا ضم بلاده إلى الهند فإنه عرض على الهند أن ينضم لها!
واستجابت الهند لهذا النداء وبعثت بقواتها إلى كشمير بالطائرات واحتلت سرينجار، فاضطرت باكستان إلى الهجوم بقواتها على كشمير من حدودها الغربية مستعينة بقوات من المجاهدين الوطنيين من أهالي كشمير الذين أعلنوا عصيانهم ضد المهراجا.
अज्ञात पृष्ठ