وكتب فيما كتب به اليه ( ان كنت ضعيفا في المال فبيت مال المسلمين تقويك ، وان كنت ضعيف البدن فالحق يقويك وان كنت ضعيفا في العلم فعليك بابى زكرياء اللالوتي فاستعن به فيما يستقبل من امورك ) . فاجتمعت عليه أيضا الجموع فقال لهم انتظروني ، فغاب عنهم ما يدرون ما يحاول فسار الى عجوز نفوسية مشهورة بالعلم والدين والصلاح ، فاستشارها في تحمل ما تقلد أو الفرار ، فقالت له هلتعلم في بلادك من أهل زمانك أقوم منك بما كلفت له هل تعلم في بلادك من أهل زمانك أقوم منك بما كلفت به واحق بتقليد ما تقلدت ؟ قال : اما في امور الرجال فلا ، قالت فادخل اذا فيما قلدك الامام ، والا فانى اخشى ان تهشم عظامك في نار جهنم ، فقد قامت عليك الحجة ، فرجع اليهم وتقلد ما قلده من أ/ورهم فكانت جماعة نفوسة يذكرون فضلها ، ويعترفون بها .
فلما ولى عبد الحميد احسن السيرة وقام بحقوق الله عز وجل وعمل بطاعته . فلما سمع خلف بن السمح بتولية الامام عبد الحميد بلغ ذلك منه مبلغا عظيما ، واستكبر ، واستخف اشياعه من الضلال فأطاعوه ، وجعل يشن الغارات على رعية عبد الحميد ، ويدس اللصوص ، فوجه اليه أبو عبيدة الحميد يأمره بالكف عن الرعية ، فلم يكف ، فكتب أبو عبيدة الى الامام يخبره بما نزل بالرعية فكتب اليه الامام ان يعامله بالملاطفة والملاينة ما استطاع ، لعله يتذكر أو يخشى ، فقال له : ان لم تجد بدا من المدافعة فمدافع عن الرعية . فمكث يلاطفة حينا الى ان ورد عليه الخبر بوفاة الامام رحمه الله .
पृष्ठ 75