قال الشيخ : وبلغنا أن الوالي على أهل عمان في أيام عبد الرحمن رجل يسمى عبد الوارث ، وابو عبيدة حي إذ ذاك وفي أمامة عبد الرحمن رحمه الله . ثم ان ولاية عبد الرحمن بالمغرب اتصلت بمن بالبصرة من أهل الدعوة فبعثوا اليه بثلاثة احمال مالا ، فلما وصلت الرسل تاهرت جعلوا يسألون عن دار الإمارة وقد خلفوا المال بخارج المدينة ، فلما وصلوا الدار ، وجدوا الإمام رحمه الله في أعلى بيت يعمل بيده في السقف ، والعبد يناوله الطين ، فسألوا العبد أن يأذن لهم ، وستأذن عليهم . وقد علم العبد أن سيده يسمع كلامهم ، فقال له : اخرهم قليلا : فنزل وغسل من الطين جسده ، فأذن لهم ، فدخلوا فسلموا عليه وامر بخبز وسمن فقدم بين ايديهم فلما أكلوا استأذنوا للتنحي عنه للنجوى ، فأذن لهم ، فتناجوا واتفقوا ان يدفعوا له المال ، وانهم راضون ما عاينوه من أحواله . فلما وصلت الأموال ووضعت للامام ، شاور اصحابه فيها فاشاروا عليه بان يأخذها ، ويبثها في فقراء المسلمين ، وفي الاسلام ، وفعل رحمه الله ذلك بمحضر الرسل .
पृष्ठ 47