وبلغنا ان الموضع الذى استشهدوا فيه يرى فيه نور ساطع يضئ في كل ليلة الخميس يبصره من بعيد ن يصعد عمودا في السماء وكذا ذكر من شاهده من أهل عصرنا على الصفة المذكرة . وحدث يعقوب بن يوسف اليجرانى أنه أجتاز هو وصاحب له بالوضع المذكور، فلما هبطاه وهو في مطمئن من الارض ، أضاء لهم النور حتى تبين أثر الحشرات في الارض ، كما تبين نهارا ، فلما خرجا منه دخلا في مظلمة عظيمة ، فالتفتا إلى الموضع فاذا الضياء ساطع في الهواء والظلمة تحفهم من كل جانب فعادا ، إلى الموضع فطفقا يدعون الله تعالى لما تبيناه من كرامة ، وكان يعقوب رجلا شجاعا شديد المرة لا يروعه هول ولا يصيبه خور بل كان ثبتا لا يتهم خبره
امامة عبد الرحمن بن رستم رحمه الله
حدث غير واحد من أصحابنا ان عبد الرحمن بن رستم ولى بتاهرت على رأس ستين ومائة ، وذكر بعضهم أنه ولى سنة اثنين وستين ومائة ، والله اعلم أى التاريخين أصح وسبب ولايته أن جماعة اهل الدعوة اتفقوا على ان ينتخبوا موضعا يبنون فيه مدينة تكون حصنا لهم ، فارسلوا رجالا من ذوى المعرفة ، وفرقوهم في الجهات يتخيرون مكانا يصلح لما حاولوه ، ورجعوا وقد وقع اختيارهم على تاهرت فدلوهم عليها ، فاتفق جمهورهم مع اهل تاهرت القديمة على شئ معلوم يأخذونه على غلتها ، وقد كانت قبل ذلك رياضا لا عمارة فيها إلا السباع والهوام .
पृष्ठ 43