============================================================
الناس، وكان معروفا بصحبة الفقيه سفيان الأبيني مقدم الذكر، وكانت له كرامات ظاهرة.
من ذلك أنه حج في بعض السنين وزار النبي، ثم قام في المسجد الشريف النبوي بقصيدة مدح بها رسول الله ية وصاحبيه أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما فرغ قام إليه رجل من أهل المدينة من الرافضة وذهب به إلى منزله ليكرمه، فلما دخل به إلى المنزل أغلق دونه عدة أبواب، ثم تركه في موضع ثم جاء اليه بسيف مسلول وقال له: إختر إما أن تخرج لي لسانك الذي مدحت به الفاعلين الصانعين أقطعه، وإما أن أقطع رأسك، فاخرج إليه لسانه فقطع طرفه وناوله اياه، وقال له: هذه إجازتك على مدح الفاعلين الصانعين، فأخذ طرف لسانه في يده وخرج إلى الضريح الشريف وشكا حاله على رسول الله وتضرع بين يديه ثم نام هنالك، وكان ذلك ليلا فرأى النبي ة في منامه وقد أقبل إليه ومعه الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فوقف النبي على رأسه وقال: يا أبا بكر أعد هذا لسانه، فأخذ أبو بكر رضي الله عنه القطعة من يده ووضعها على موضع القطع وقال: التثمي بحول الله وقوته، فعادت كماكانت، قال: ثم مسح رسول الله على رأسي وبعض جسدي ثم صاحباه كذلك ودعوا لي، قال: فاستيقظت كأن لم يكن بي شيء وهذه كرامة مشهورة مستفاضة بين الناس للفقيه المذكور، ثم رجع إلى اليمن، فلما كانت السنة الثانية حج أيضا وزار النبى، ثم قام بقصيدة في مدح النبي ي وصاحبيه كما فعل في السنة الأولى، فلما فرغ، قام إليه شاب جميل الصورة وقال له: أحب أن تذهب معي أتبرك بك هذه الليلة، فذهب به حتى أت به البيت الذى لا ينكره، قال: فنفرت منه نفسي، ثم دخلت متوكلا على الله تعالى، فلما صرت في وسط البيت وجدت قردا مربوطا هنالك، فلما راني جعل يثب ويريد أن يبطش بي فزجره الشاب عني، ودخل بي إلى موضع بعيد عنه وجاءني بطعام فأكلت أنا وهو فلما فرغنا قال لي: يا فقيه هل تعرف هذه الدار؟ قلت: نعم، قال: فهل عرفت هذا القرد المربوط؟ قلت: لا، فقال: هذا الشيخ الذي قطع لسانك وأنا ولده، وكان من أمره أنه نام تلك الليلة بعد أن قطع 24
पृष्ठ 243