غزو، ورماح، وهجوم! ما أكذب هذه الكلمات فى دلالتها على وقائع الفتح الإسلامى الكريم. إذ ما تكون حروب التحرير ووسائل التضحية فى سبيل الله، وفى إنقاذ الشعوب من مسترقيها؟
إن فتوح العرب كانت حروب تحرير وتطهير، لا حروب إذلال وتدمير ولو لم يقم العرب قوتهم المسلحة هذه لظلت أوروبا على حالها الأولى، تعمر فجاجها قبائل القوط والغالة والسكسون، ولتأخرت الإنسانية في طريق الحضارة قرونا طوالا، فليذكر هذه الحقيقة من يحسبون الجهاد الإسلامى غزوا استعماريا، وليقولوا بعد ذلك ما يشاءون.
وأتم عبد الرحمن الغافقى أمير المسلمين فى الأندلس عدته، وأخذ أهبته، وشرع يرسل طلائعه إلى قلب بلاد الغالة، أى صميم فرنسا، حتى استطاعت بعض الفرق الإسلامية أن تصل إلى مدينة "بوردو" غربا ومدينة "ليون " شرقا. ومن المسلم أن مقاومة الشعوب لهذا الفتح الإسلامى كانت ضعيفة، على عكس ما كان يقوم به
पृष्ठ 200